الإمامة والتبصرة من الحيرة

اشارة

سرشناسه : ابن بابویه، محمد بن علی، 381 - 311ق.

عنوان قراردادی : [[الامامه و التبصره ]]

عنوان و نام پديدآور : الامامه و التبصره من الحیره/ تالیف ابی الحسن علی بن الحسین بن موسی ابن بابویه القمی؛ حققه و قدم له محمد رضا الحسینی

مشخصات نشر : بیروت : موسسه آل البیت (علیه السّلام) لاحیاآ التراث ، 1407ق. = 1987م. = 1366.

مشخصات ظاهری : ص 304

فروست : (سلسله مصادر بحار الانوار؛ 3)

یادداشت : کتابنامه

عنوان دیگر : الامامه و التبصره

موضوع : امامت -- متون قدیمی تاقرن 14

موضوع : ابن بابویه، محمد بن علی، 311ق - 381ق. -- سرگذشتنامه

شناسه افزوده : حسینی، محمد رضا ، مصحح

رده بندی کنگره : BP223/الف13الف8 1366

شماره کتابشناسی ملی : م 81-23452

الأحاديث

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله - تعالى ذكره - على يديه مشارق الأرض ومغاربها (1).

وقالت سيدة النساء (علیها السّلام) : دخل إلي رسول الله(صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عند ولادتي الحسين ... ثم قال : يا فاطمة ، خذيه [ أي الحسين (علیه السّلام) ] فإنه إمام ، ابن إمام ، وأبو الأئمة ، تسعة من صلبه ، أئمة أبرار ، والتاسع قائمهم (2).

وقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) لابنه الحسين (علیه السّلام) : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق (3).

وقالت الزهراء (علیها السّلام) : أما والله لو تركوا الحق على أهله ، واتبعوا عترة نبيه ، لما اختلف في الله اثنان ، ولورثها سلف عن سلف ، وخلف بعد خلف ، حتى يقوم قائمنا ، التاسع من ولد الحسين (4).

وقال الإمام الحسن (علیه السّلام) : ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن

ص: 1


1- كمال الدين ج 1 / 282 ح 35 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) ج 1 / 53 ح 34 ، أمالي الصدوق ص 97 ح 9 ، عنها البحار 36 / 226 ح 1.
2- كفاية الأثر ص 194 وعنه البحار 36 / 350 ح 219.
3- كمال الدين ج 1 / 304 ح 16 وعنه في البحار 51 / 110 ح 2.
4- كفاية الأثر ص 198 وعنه البحار 36 / 352 ح 224.

سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته (1).

وقال الإمام الحسين (علیه السّلام) : منا اثنا عشر مهديا ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الإمام القائم بالحق (2).

وقال الإمام السجاد (علیه السّلام) : فينا نزلت هذه الآية ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) إلى يوم القيامة ، وإن للقائم منا غيبتين (3).

وقال الإمام الباقر (علیه السّلام) : منا اثنا عشر محدثا ، السابع من ولدي القائم (4).

وقال الإمام جعفر الصادق (علیه السّلام) : الإمام من بعدي موسى ، والخلف المأمول المنتظر م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى. (5)

وقال الإمام الكاظم (علیه السّلام) : القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ، ويملأها عدلا كما ملئت جورا ، هو الخامس من ولدي (6).

وقال الإمام الرضا (علیه السّلام) : القائم ... ذاك الرابع من ولدي (7).

وقال الإمام الجواد (علیه السّلام) : القائم ... هو الثالث من ولدي (8).

وقال الإمام الهادي (علیه السّلام) : إن الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم (9).

وقال الإمام العسكري (علیه السّلام) : ابني م ح م د هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية (10).

ص: 2


1- كمال الدين ج 1 / 315 ح 2 وعنه البحار 51 / 132 ح 1.
2- كمال الدين ج 1 / 317 ح 3 وعنه البحار 51 / 133 ح 4.
3- كمال الدين ج 1 / 323 ح 8 وعنه البحار 51 / 134 ح 1.
4- اثبات الوصية ص 259 وعنه منتخب الاثر ص 212 ح 3.
5- كمال الدين ج 2 / 334 ح 4 وعنه البحار 51 / 143 ح 7.
6- كمال الدين ج 2 / 361 ح 5 وعنه البحار 51 / 151 ح 6.
7- كمال الدين ج 2 / 376 ح 7 وعنه البحار 52 / 322 ح 30.
8- كمال الدين ج 2 / 377 ح 1 وعنه البحار 51 / 156 ح 1.
9- كمال الدين ج 2 / 383 ح 10 وعنه البحار 50 / 339 ح 4.
10- كمال الدين ج 2 / 409 ح 9 وعنه البحار 51 / 160 ح 7.

وقال الإمام الغائب المنتظر عجل الله فرجه الشريف : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن جدي محمدا رسول الله ، وأن أبي أمير المؤمنين ، ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسه ، ثم قال :

اللهم أنجز لي ما وعدتني ، وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي ، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا (1).

ص: 3


1- كمال الدين ج 2 / 428 وعنه البحار 51 / 13.

قال الله تعالى :

وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات

ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم

وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم

وليبد لنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً ....

النور /55

ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض

ونجعلهم ائمةً

ونجعلهم الوارثين

ونمكن لهم في الارض ...

القصص /5 ، 6

ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر

ان الارض يرثها عبادى الصالحون

ان في هذا لبلاغاً لقوم عابدين وما ارسلناك الا رحمةً للعالمين

الأنبياء /105 _ 107

ص: 4

ص: 5

ص: 6

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي أوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم آنفا واستوجب منهم - بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم - شكرا مستأنفا.

وسبحان من ليس معه لأحد في الآنف من النعمة ، والمستأنف من الشكر صنع في إحداث موهبة ، ولا في إلهام شكر ، بل برأفته أولى النعم ، وبتحننه ألهم الشكر ، وبتفضله بسط في ذلك كله التوفيق ، وبحكمته أرشد إلى الهدى ، وبعدل قضائه لم يجعل ( فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ، ولم يدع إليه بسبيل غامض ( ولو بان الدال ) (1) عليه عن الكلام المتداول على الألسنة ، بينونته - جل ثناؤه - عن عباده ، لحارت الأسماع عن إصغائه ، وتاهت الأفئدة عن بلوغه ، وغربت الأفهام عن حمله غروبها عن كيفية الله - جلت أسماؤه -.

والحمد لله الذي كان من لطيف صنعه وانفاذ حكمته أن لم يحمل علينا في ذلك إصرا ، وجعل سفيره - فيما دعا إليه - خيرته من خلقه محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وبين منه - في أيام الدعوة ، وقبل حدوث النبوة وإظهار الرسالة - عناصر طيبة وأعراقا طاهرة وشيما مرضية (2).

ص: 7


1- ما بين المعقوفين زدناه تصحيحا للعبارة ، وكان موضعه بياض في نسخة ( ب ) ، أما نسخة ( أ ) ففيها : ولم يدع اليه سبيل غامض عليه من الكلام.
2- في ( ب ) : وسيما مرضية.

وجعله المقتدى به في مكارم الأخلاق ، والمشار إليه بمجانبة الأعراض التي تمنع التقديم والتأخير ، وتحجزت بالتقديس والتفضيل ، حتى دعانا إلى الله جل جلاله بكلام مفهوم ، وكتاب عزيز ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (1).

فجعل الداعي منزها عن دنية تحجزه عن قول معروف ، ومصونا بالعصمة عن أن ينهى عن خلق ويأتي بمثله ، والرسالة مباينة عن أن يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها.

ومن على خلقه أن جعل الداعي معهودا بالمجاورة ، والدعوة مشهورة بالمجاورة ، وأوكد في ذلك على عباده الحجة أن دعا إلى حق لا يجمع مختلفين ولا يضم إلا متفقين.

وجعل عباده - على اختلاف هممهم واتساع خلائقهم - بمعزل عن السبيل التي ( لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ ، لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ ) (2) ومباينة من الحالة التي يملكون فيها لأنفسهم نفعا أو ضرا ، وأوكل عجزهم (3) ، وضعف آرائهم إلى أئمة أصفياء ، وحفظة أتقياء ، عن الله يبلغون ، واليه يدعون ، وبما يأمرون به من الخيرات يعملون ، وعما ينهون عنه ينتهون ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى ، وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) (4).

فالحمد لله على جميع هذه النعم الحسنة ، حمدا يؤدى به الحق ، ويستجلب به المزيد.

وصلى الله على محمد وآله صلاة ترفع إليه وتزكو عنده ، وتدل على اشتمال الثبات ، واستقرار الطويات على أنهم لله علينا حجة ، وإليه لنا قادة وعليه - تبارك اسمه - أدلة ، وفي دينه القيم شريعة وسالفة ، وأن كلمتهم لا تبطل وحجتهم لا تدحض ، وعددهم لا يختلف ، ونسبهم لا ينقطع ، حتى يرث الله - جل جلاله

ص: 8


1- اقتباس من الآية (42) من سورة فصلت 41.
2- اقتباس من الآية (71) من سورة المؤمنون 23.
3- هذا هو الظاهر وكان في ( أ ) : وأكل عجز لهم ، وفي ( ب ) : وأكل عجزهم وضعفهم.
4- اقتباس من الآية (28) من سورة الأنبياء 21.

( الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها ) وهو ( خَيْرُ الْوارِثِينَ ) ، ويظهرهم ( عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) . « قال الشيخ ابو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه رحمه الله » (1).

اني لما بذلت فيما أخلدت من الكتب وسعي ، وأخرجت فيما لزمنى من ذلك جهدي ، وجدت الصلاة تجمع حدودا كثيرة ، والصوم يشمل امورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة ، والحج يحوي مناسك جمة.

ووجدت حمل هذه الأشياء الجليلة ، وملابسة هذا الدين القيم ، وتبصرة ما ذكرت من هذه الأحوال ، لا تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه ، وأن من هداه الله لذلك ارتشد سبيله وانتفع بعلمه وعمله ، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله ، و ( خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) .

وعلمت أن الامامة حال بها يدرك حدود الصلاة ، وشرائع الصوم ، ومعاني الزكاة ، ومناسك الحج.

ورأيتها أجل عروة محكمة ، وأوثق سبيل منهجة.

ورأيت كثيرا ممن صح عقده ، وثبتت على دين الله وطأته ، وظهرت في الله خشيته ، قد أحادته الغيبة ، وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة ، وأفكرته (2) الأخبار المختلفة ، والآثار الواردة ، فجمعت أخبارا تكشف الحيرة وتجسم النعمة (3) وتنبئ عن العدد ، وتؤنس من وحشة طول الأمد.

وبالله للصواب أرتشد ، وعلى صالح القول أستعين ، واياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله ، ويصون مستقره ومستودعه.

« أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه »

فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ )

« أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه »

فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ (4)

ص: 9


1- هذا السطر من راوي الكتاب كما هو ظاهر.
2- في هامش ( أ ) : وأنكرته.
3- هذا ظاهر ( أ ) وفي ( ب ) تجسم الغمة.
4- من الآية (115) سورة التوبة 9.

ولولا التقية والخوف ، لما حار أحد ، ولا اختلف اثنان ، ولا خرج شيء من معالم دين الله - تعالى - إلا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه.

ولكن الله - عظمت أسماؤه - عهد إلى أئمة الهدى في حفظ الأمة ، وجعلهم في زمن مأذون لهم باذاعة العلم ، وفي آخر حلماء ( يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (1).

عظم هذا من أمر وجل! ولأمر ما وقع وحل!.

وغير عجب أن يحدث في مثله من الأوقات خبر يحمي خيط الرقبة (2). ويحرس بفضل المداراة جمهور البيضة.

وفي مثل هذا الزمن خولف الأمر في العدد ، حتى أوقع في الظاهر أمر ما لا خلاف في استبطانه ، وكشف عن سبب لا شك في كتمانه.

وليست إشارة مشهورة واذاعة بينة أن يقول ولي من أولياء الله وثقة من خزان أسرار الله أن صاحب هذا الأمر أثبت (3) مني ، وأخف ركابا.

هذا ، مع الروايات المشهورة والأحاديث الكثيرة : أن الوقت غير معلوم ، والزمن غير معروف ،

ولولا كتمان الوقت والمساترة به ، لما استدل عليه بالصحيحة (4) ، والآيات وخروج رايات أهل الضلالات ،

ولقيل : إنه فلان بن فلان ، وإن يومه يوم معلوم بين الأيام ،

ولكن الله - جل اسمه - جعله أمرا منتظرا في كل حين ، وحالا مرجوة عند كل أهل عصر ،

ص: 10


1- من الآية (14) سورة الجاثية 45.
2- هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : حيط ، بالحاء المهملة.
3- في ( ب ) : أشب.
4- هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : الصحة.

لئلا تقسو - بطول أجل يضربه الله - قلوب ، ويستبطأ(1) في استعمال سيئة وفاحشة ، وموعدة عقاب ،

وليكون كل عامل على أهبة ، ويكون من وراء أعمال الخيرات أمنية ، ومن وراء أهل الخطايا والسيئات خشية وردعة ، وليدفع الله بعضا ببعض ،

والسنة القديمة على هذا قول رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) في أمر الساعة حين أنذر قومه : صبحتكم الساعة ، مستكم الساعة ، بعثت أنا والساعة كهذه من هذه (2).

فلولا ما أراد من المدافعة وتقريب المدة على عامل الخير والشر والثواب والعقاب ، لعلم (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أن ما جرت إليه الامة الضالة دون وقوع الساعة ، وأن ما وعده الله في أهل بيته من اظهارهم على الدين كله قبل حدوثها يكون.

وعلى هذا مضت الرسل ، ودرج الأخيار ، كل يقرب القيامة ، ويدني الساعة ، ويبشر بسرعة المجازاة على العقاب والثواب.

ولو كان الخبر عن كل شيء بحقيقته مقدما ، والأجل في كل مدة مضروبا ممهدا ، لكان حق الرسالة وفرض البلاغة على عيسى (علیه السّلام) أن يأمر من يعلم أنه يبلغ زمن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أن يقتصر على ما يعهده في أيامه ، ثقة بأن شريعته تنسخ الشرايع ، وعلما بأنه خير النبيين وسيد المرسلين.

ولاقترف أهل كل فترة ذنوبا عظيمة وجرايح كثيرة ، ولكنهم كانوا على اقتراب من انتظار عقاب أو ثواب وبذلك دفع الله الناس بعضهم ببعض.

وهذه السنة في الأئمة (علیه السّلام) مستعملة ، وعلى أيامهم جارية ، وفيهم قائمة.

ولو كان أمرهم مهملا عن العدد وغفلا ، لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله

ص: 11


1- فيهما : يستبطئ.
2- اقتباس من البحار ج 2 ص 301 ح 3.

ميثاقهم على الأنبياء وسالف الصالحين من الأمة.

ويدلك على ذلك قول أبي عبد الله (علیه السّلام) حين سئل عن نوح (علیه السّلام) لما ذكر « استوت سفينته على الجودي بهم » :

هل عرف نوح عددهم؟

فقال : نعم ، وآدم (علیه السّلام) (1).

وكيف يختلف عدد ، يعرفه أبو البشر ومن درج من عترته والأنبياء من عقبه ، على شرذمة من ذريته وبقية يسيرة من ولده؟!

وأي تأويل يدخل على حديث اللوح (2).

وحديث الصحيفة المختومة(3) ؟

والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة (علیها السّلام) (4)؟

وكيف لا يعلم : أن الذي قال [ ه ] العالم (علیه السّلام) : ستة أيام ، أو ستة أشهر أو ست سنين ، غير معلوم؟! (5)

ص: 12


1- ومثله ما ورد عن منصور بن حازم أنه قال لأبي عبد الله (علیه السّلام) : أكان رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) يعرف الأئمة (علیه السّلام)؟ فقال نعم ، ونوح ، البحار 38 / 45.
2- حديث اللوح : حديث طويل ، مضمونه أن جابر بن عبد الله الأنصاري عاد الزهراء فاطمة (علیها السّلام) فرأى في يدها لوحا فيه : أن البارئ أهداه إلى النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وقد سجل فيه أسماء الرسول والزهراء والأئمة الإثني عشر من بعده. الكافي ج 1 ص 527 ح 3. رواه المؤلف بسنده ، وقد نقل الصدوق نصه الكامل برواية أبيه في الباب (28) من اكمال الدين : 308 ح 1 ، ورواه النعماني في الغيبة ( ص 29 ) والمفيد في الإختصاص ( ص 205 ). ونقل في بحار الأنوار ( ج 36 ) ص (195) عنهم وعن العيون 1 / 34 ح 2 وغيبة الطوسي : ص 93 والاحتجاج : 1 / 84 ويأتي بتمامه عن هذه الكتب في المستدرك ص 93.
3- حديث الصحيفة المختومة : رواه المؤلف في هذا الكتاب الباب (3) وقد ذكرنا له شواهد ، فراجع الحديث 20 وتخريجاته.
4- صحيفة فاطمة ، أو مصحف فاطمة ، أو كتاب فاطمة ، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها سلام الله عليها كان عند الأئمة ، وردت فيه أسماء من يملك من الملوك. وقد ورد ذكره في رواية للمؤلف في هذا الكتاب ، الباب (3) فراجع الحديث (20) مع شواهده وتخريجاته.
5- روى الكليني بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال في حديث طويل عن المهدي : قلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال : ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنين ... اصول الكافي ( 1 / 338 ) واثبات الوصية ص 260 ، لكن رواه الصدوق بأسانيد عديدة منها عن أبيه ( المؤلف ) ، ولم يرد فيه هذا السؤال والجواب ، لاحظ اكمال الدين ( 288 ح 1 ). ورواه النعماني في الغيبة (29) عن الكليني بسنده الى الأصبغ ، إلا أن الجواب فيه هكذا : قال : سبت من الدهر. وقول المؤلف فيما يلي « لأن أمرا يخبر عنه ... بالشك بين ستة أيام أو ست سنين » يدل على أن روايته للحديث كانت محتوية على عبارة تفيد الشك والترديد ، وانما وقع الخلل في النقل عنه. هذا ، وقد ورد هذا الترديد في رواية عن الإمام السجاد (علیه السّلام) : روى الصدوق في الإكمال قال : حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضی الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا القاسم بن العلاء ، قال : حدثني إسماعيل بن علي القزويني ، قال : حدثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن قيس ، عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، أنه قال : فينا نزلت هذه الآية : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) الاحزاب آية / 6. وفينا نزلت هذه الآية : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) الزخرف آية / 28. والإمامة في عقب الحسين (علیه السّلام) إلى يوم القيامة : وإن للقائم منا غيبتين ، أحدهما أطول من الاخرى : أما الاولى : فستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنين. وأما الاخرى : فيطول أمدها ، حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه ، وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضيناه ، وسلم لنا أهل البيت. اكمال الدين ص 323 ح 8.

ومن غير شك : يجوز أن أمرا لا يمتنع أن يجوز وقته من ستة أيام إلى ستة أشهر ، ومن ستة أشهر إلى ست سنين ، غير ممتنع أن يجوز إلى سنين.

وهل هذا مفهوم؟

فان كان (علیه السّلام) أراد تسمية الوقت ، فقد علم أنه لم يسم.

وإن أراد الإغماض منه (1) فغير عجب أن يغمضه بأشد ما يقدر عليه ، ويستر عنه بأجهد ما يمكنه ، لأن أمرا يخبر عنه من يوثق بعلمه بالشك بين ستة أيام أو ست سنين ، لا يراد به غير المغامضة والستر.

ص: 13


1- في ( ب ) : عنه.

ولو لا إقحام السؤال عليهم في أوقات غير مسهلة للجواب ، لما خرج حكم إلا على حقيقته ، ولا كلام إلا على جهته.

فأما قوله (علیه السّلام) : إن صاحب هذا الأمر ابن ثلاثين سنة ، أو إحدى وثلاثين سنة ، أو أربعين سنة ، فان جاز الأربعين فليس بصاحب هذا الأمر.

فانه لمعنى المدافعة عن الأنفس ، وليتيقن (1) من لا يشك في إمامة من يحدث بهذا الحديث من أعدائه : أنه ليس بصاحب السيف فيلهو عنه ويشتغل عن طلبه.

ويدلك على هذا قوله : يملك السابع من ولد الخامس ، حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا (2).

ولو كان صاحب هذا الأمر لا يجوز أن يجوز أربعين سنة ، لما جاز لأحد من الأئمة : أن تصلح له الإمامة فوق الأربعين ، لأن الإمامة شأن واحد في القيام بالعلم والسيف ، وما كان الله ليجعل هذا الأمر العظيم في رجل يختاره ، ثم ينزعه عنه لمعنى السن.

ولو طويت ما نطقت به من هذا التأويل على هذا الخبر ، لكان فيما يتأوله من يتعلق به للرد أقنع حجة وأبلغ دفعا ، لأن الذي يروي هذا الحديث يتأول : أن امتناع القيام بعد الأربعين سنة من طريق النكير في العقول.

وأعوذ بالله أن أقول : إنهم صلوات الله عليهم بمنزلة سائر الناس ، وإن عقولهم مما يدخلها الفساد في الأربعين وما فوقها.

ص: 14


1- في ( أ ) : ليتبعن.
2- قال الصادق (علیه السّلام) في المهدي (علیه السّلام) : الخامس من ولد السابع رواه المؤلف بسنده وعنه ابنه في اكمال الدين ص 338 ح 12. وعن الكاظم قوله : اذا فقد الخامس من ولد السابع. رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 336 والنعماني في الغيبة ص 78 والمؤلف بسنده كما في الإكمال ص 359 والمسعودي في إثبات الوصية ص 255 نعم روى المسعودى حديثا عن الباقر (علیه السّلام) قال فيه : القائم : السابع بعدي. اثبات الوصية ص 259.

والأسوة برسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) حسنة ، وهو سيد النبيين والأئمة الراشدين ، وحين أناف على الأربعين نبي ، وبعدها بسنين أظهر الدعوة.

فأما أمر موسى (علیه السّلام) ، وقوله : إنه لا يموت حتى يملأها عدلا كما ملئت جورا ،

فان ذلك قاله عند شدة الطلب وقسوة القلوب ، ليقرب المدة ، ويردع الظلمة.

والحجة ، فيمن قال بالوقف عليه ، قد استقصيت بصحيح الأخبار في باب إمامته.

وإنما أردت بذكر هذا الحديث ايراد قوله : « بدا لله فيما قلت » لأنه خرج في أيام فلان حين اشتد الطلب والخوف ، حتى وقع بعد هذا الحديث من الغيبة والاختفاء ما اتصل بهذا العهد وبلغ هذه المدة ، وما كان الله ليبدو له في إمام تسمية ولا خروجا.

وما أفرق - بعد قولي : إن الإمامة أحد الشرائع الخمسة - بين من يقول بالبداء فيها بالعدد والتسمية ، وبين من يقول بالبداء في الصلاة والصوم وسائر الشرائع الأربعة.

لأن مخرج الأربعة من الواحدة ، وهي الإمامة ، فإن جاز أن ينسخ الله أصل الشرائع ، جاز أن ينسخ فرعها.

وأعوذ بالله أن أقول بنسخ شريعة وتبديل ملة ، بعد أن جعل الله محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) خاتم النبيين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، وواصل القيام على دينه وشريعته بقيام الساعة ، والانتقال منها إلى محشر القيامة فأما الوقت :

فالسنة (1) فيه الكتمان ، والشريعة فيه الإمساك عن الإعلان.

ومما يدل على التقية ويرشد إلى (2) أن الأخبار الكثيرة وردت لعلة ما : قوله (علیه السّلام) : « بدا لله في إسماعيل » (3).

ص: 15


1- كلمة ( إلى ) ليست في ( أ ).
2- في ( ب ) : فإن السنة.
3- رواه الصدوق في التوحيد ( ص 336 ) مرسلا عن الصادق (علیه السّلام) قال : ( ما بدا لله بداء كما بدا في إسماعيل ابني ) وقال بعده : وقد روي لي من طريق أبي الحسين الأسدي (رضی الله عنه) في ذلك شيء غريب ، ثم ذكر الحديث ورواه عنه في البحار ( 4 ص 109 ).

فكيف الحجة الآن في آدم (علیه السّلام) أنه حفظ أسماءهم؟

وما القول في أمر نوح أنه علم عددهم؟ (1)

وكيف يثبت أن الله - عز وجل - أخذ على الامة كلها عهدهم ، وهو ينسخ أمرهم ، ويبدو له في أسمائهم؟.

وبأي دليل يدفع أمر اللوح؟

فأخبار الأظلة ، والآثار الواردة أن الله خلقهم قبل الأمم ،

وما كان الله ليأخذ مولى من أوليائه على قوم ، ثم يبدو له في ذلك وقد قبض إليه منهم العدد الكثير ، إذ هو الحق أن لا يحاسب إلا بحجة ، ولا يعذب إلا بحقيقة بلاغ.

وحاش لله أن يجعل خلفاء في عباده من ينقض أمرهم ويبدل سنتهم وتكون حكمته - سبحانه - بمحل يرشح رجلا لحفظ بيضة المسلمين فيكون بمنزلة ينحى عنها قبل انقضاء أجله وبلوغ مدته ، أو يجعله بمحل من يحدث في عقله الفساد لبلوغه أقصى العمر وأبعد السن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

والحجة على هذا القول ، مثل الحجة على تسميته :

فسمى إماما ، ولما هو ، وأظهر القول فيه بالبداء لمثله ، أو جعل البداء لمعنى معارضة في موت أو غم أو رزق أو أجل.

والإمامة لا تغير ، والنسب لا ينقطع ، والعدد لا يزيد ولا ينقص.

فان قال قائل : إن الذي انتهى إليه الوقت في الغيبة غاية عمر أهل الدهر ، ونهاية سن خلق هذا العصر ، وان الآيات قبله لم تظهر ، والدلالات المذكورة بين يديه لم تحدث؟!

فهلا يقول بالبداء في هذه الدلالات ، ويحتج بنسخها ، ذا هو جائز عنده

ص: 16


1- مر ذكر علم نوح (علیه السّلام) عدد الأئمة (علیهم السّلام).

أن يبدو لله في إمام ، فان ذلك أولى وأحق.

وستجده (1) أكثر من يمتنع من هذا ، ويحتج بأنها من المحتوم!

فكيف يجعل هذه الدلالات مما ( لا ) (2) يبدو لله فيها ، لانها من المحتوم ، ويقول بالبداء في الإمامة ولا يشك أنها من المحتوم؟!

وكيف لا يتخذ الحجة في ذلك : أن الله - جل اسمه - يعفو عن عباده فيما يتوعدهم به من عقاب وعذاب محتوما كان ذلك منه أو موقوفا.

فلا يبدو له في وعد خير صغيرا كان أو كبيرا ، حتى تسلم له المدة ويقرب الله عليه الوقت ، ويكفيه أمر الوحشة لطول الغيبة.

وإن (3) ترك هذه العلة في الوقت ، وقال بالعمر : أنه لا يجوز عمر متأخر على عمر متقدم؟! فالخبر شائع أن عمر أبي عبد الله (علیه السّلام) أوفى على عمر من تقدمه.

وكلما جاز أن يكون في واحد ، هو جائز أن يكون في آخر ، لا سيما إذا لم يكن ذلك مما يفسد شريعة أو يبطل سنة.

وعسى أن يعتصم بعد هذه الأحوال مقصر بالتسليم ، فيقول :

إنه واجب استعماله في الأخبار كلها ، ويكره التفقه ، ويرفض القصد فيقول : وردت الأخبار ، ولزم القبول ووجب التسليم.

ويجعل الولي في ذلك بمنزلة العدو ، فيوجب على أولياء الله استعمال خبر خرج من العلماء عن تقية لأعداء الله.

ولا يعلم أن المجتهد في العمل أفضل من المتكل على الأماني.

ويجهل قول أمير المؤمنين (علیه السّلام) : اللهم إنك تعلم أنه ما ورد علي أمران أحدهما لك رضا ، والآخر لي هوى ، إلا آثرت رضاك على هواي.

ص: 17


1- في ( أ ). ستجدها ، و ( ب ) ستجد.
2- كلمة ( لا ) لم ترد في النسختين ، لكن تصحيح المطلب يقتضيها.
3- في ( أ ) : وإلا.

وهذا بعيد من هذا النمط ؛ وعميق من القول في هذا الموضع ، لكن لطيف النظر يذهب إليه ، ودقيق الفكر يوجب أنه إذا لزم الإيثار في امرين كلاهما حق ، لفضل رضا الله على هوى ولي من أوليائه.

إن استعمال الإيثار في خبر ورد لمكان حجة ، واستعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقية ومكان مدافعة.

جعلنا الله ممن يبصر رشده ، ويهتدي سننه ، ويجتهد في الدين بلغته ويبذل فيه طاقته ، ويخشاه حق خشيته ، ويراقبه مراقبة أهل طاعته ، ويرغب في ثوابه ويخاف معاده ، وختم أعمالنا بالسعادة والزلفى الحسنة.

وقد بينت الأخبار التي ذكرتها من طريق العدد ، وكل ما وقع في عصر إمام من اشارة إلى رجل ، أو دعاية (1) منه بغير حق ، واستحالة مجاوزة العدد وتبديل الأسماء ، بصحيح الأخبار عن الأئمة الهادين (علیه السّلام).

متوكلا على الله تعالى ، ومستغفرا من التقصير ، ومستعيذا به سبحانه أن أريد - بما تكلفته - إلا الاصلاح ( وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ).

ص: 18


1- كذا ظاهرا ، والمراد أو إدعاء منه ، وكان في النسختين : أودعته.

الامامة والتبصرة

اشارة

ص: 19

ص: 20

1 - باب الوصية من لدن آدم عليه السلام

1 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السراد ، عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

قال النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : أنا سيد النبيين ، ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء.

إن آدم (علیه السّلام) سأل الله تعالى أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله عز وجل إليه : إني أكرمت الأنبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء.

فقال آدم (علیه السّلام) : يا رب اجعل وصيي خير الأوصياء.

فأوحى الله إليه : يا آدم ، أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم.

وأوصى شيث إلى ابنه شبان ، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة ، فزوجها ابنه شيثا (1).

ص: 21


1- كذا في كافة المصادر التي أورد فيها هذا الحديث ، وكان في النسختين : ابنه شبان.

وأوصى شبان إلى مخلث (1).

وأوصى مخلث إلى محوق.

وأوصى محوق الى عثميثا (2).

وأوصى عثميثا إلى أخنوخ ، وهو إدريس النبي (علیه السّلام).

وأوصى إدريس إلى ناحور.

ودفعها ناحور (3) إلى نوح النبي (علیه السّلام).

وأوصى نوح إلى سام.

وأوصى سام إلى عثامر.

وأوصى عثامر إلى برعثباشا (4).

وأوصى برعثباشا إلى يافث.

وأوصى يافث إلى برة.

وأوصى برة إلى حفسه (5).

وأوصى حفسه إلى عمران.

ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل (علیه السّلام).

وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل.

وأوصى إسماعيل إلى إسحاق.

وأوصى إسحاق إلى يعقوب.

وأوصى يعقوب إلى يوسف.

وأوصى يوسف إلى بثريا (6).

ص: 22


1- في الاكمال : مجلث وفي البحار : محلث.
2- في ( ب ) : عتميشا ، في الموضعين وفي الاكمال : غثميشا.
3- في الاكمال : ناخور.
4- في الاكمال والبحار : عيثاشا.
5- في الاكمال والبحار : جفيسه.
6- في الاكمال : بثرياء.

وأوصى بثريا إلى شعيب.

ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران (علیه السّلام).

وأوصى موسى إلى يوشع بن النون (1).

وأوصى يوشع إلى داود النبي.

وأوصى داود إلى سليمان.

وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا.

وأوصى آصف إلى زكريا.

ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم (علیه السّلام).

وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا.

وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا.

وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر.

وأوصى منذر إلى سليمة.

وأوصى سليمة إلى بردة.

ثم قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : ودفعها إلي بردة.

وأنا أدفعها إليك يا علي.

وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد ، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك.

ولتكفرن بك الأمة ، ولتختلفن عليك اختلافا كثيرا شديدا.

الثابت عليك كالمقيم معي ، والشاذ عنك في النار « والنار مثوى الكافرين » (2).

ص: 23


1- في الاكمال والبحار : « نون ».
2- روى هذا الحديث الشيخ الصدوق ، في من لا يحضره الفقيه ( ج 4 ص 174 ) عن الحسن بن محبوب وقد ذكر طريقه إليه في « المشيخة » بقوله : وما كان فيه الحسن بن محبوب ، فقد رويته عن محمد بن موسى بن المتوكل - (رضی الله عنه) - عن عبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، انظر : روضة المتقين ( ج 14 ص 97 ).

ورواه الصدوق في أماليه ( ص 328 ح 3 ) بهذا السند أيضا.

ورواه في إكمال الدين ( ج 1 ص 211 ) عن ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى ، وابن ابي الخطاب والنهدي وابراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب.

ورواه الطوسي في أماليه ( ج 2 ص 57 ) عن الصدوق بسنده في الأمالي. ورواه الطبري في بشارة المصطفى ( ص 99 ) بسنده إلى الصدوق ، و ( ص 100 ) بسنده عن الطوسي.

وأورده المجلسي في بحار الأنوار ( ج 23 ص 57 ) عن أمالي الصدوق واكماله ، وأمالي الطوسي وفي ( ج 11 ص 225 ) و ( ج 17 ص 148 ) عن أمالي الصدوق.

ومن شواهد الحديث : ما رواه الخزاز في كفاية الأثر ( ص 147 ) بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي (علیه السّلام) مرفوعا ، وقد ذكر فيه أسماء الأئمة بعد علي والحسن والحسين واحدا واحدا إلى القائم (علیهم السّلام).

وما رواه البرسي في مشارق الأنوار ( ص 58 ) بسنده إلى ابن عباس عن علي (علیه السّلام).

وقد نقل الحر العاملي هذا الحديث عن كافة مصادره في اثبات الهداة ( ج 2 ص 306 ).

واعلم أن الأسماء المذكورة في الرواية تختلف من حيث رسم الحروف اهمالا واعجاما وتقديما وتأخيرا وزيادة ونقصانا بشكل فاحش حسب تعدد المصادر ، بل في المصدر الواحد في نقوله المختلفة ، فلا بد من ملاحظتها.

ص: 24

2 - باب أن الأرض لا تخلو من حجة

2 - محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن زيد الشحام ، عن داود بن العلا ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال :

قال الباقر (علیه السّلام) : ما خلت الدنيا - منذ خلق الله السماوات والأرض - من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة حجة لله فيها على خلقه (1).

3 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن نعمان الرازي ، قال :

كنت أنا وبشير الدهان ، عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :

لما انقضت نبوة آدم (علیه السّلام) وانقطع أجله ، أوحى الله عز وجل إليه أن يا

ص: 25


1- رواه الصدوق في علل الشرائع ( ص 197 ح 14 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله سندا ومتنا إلا أنه لم يرد فيه ذكر الباقر (علیه السّلام).وأورده عنه في بحار الأنوار ( ج 23 ص 23 ). وإثبات الهداة ( ج 1 ص 234 ). لكن روى الصدوق في العلل ( ص 197 ح 11 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، عن محمد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، حديثا بهذا المضمون. وقد ورد هذا الحديث في بصائر الدرجات للصفار ( ص 485 ح 4 ) والكافي للكليني ( ج 1 ص 178 ) ، ودلائل الإمامة للطبري ص 229. وقد روى سعد ( شيخ المؤلف ) في كتابه مختصر بصائر الدرجات ( ص 8 ) بقوله : وعنهما ( أي عن يعقوب بن يزيد ، وإبراهيم بن هاشم ) عن محمد بن الفضيل عن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (علیه السّلام) بنص الحديث العاشر الآتي فراجعه ولاحظ تخريجاته.

آدم ، قد انقضت نبوتك ، وانقطع أجلك ، فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة وأثرة (1) العلم والاسم الأعظم ، فاجعله في العقب من ذريتك ، عند هبة الله ، فإني لن أدع الأرض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لمن أطاعه (2).

4 - وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : حدثني الثقة من أصحابنا : أنه سمع أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، يقول :

اللهم ، لا تخل الأرض من حجة لك على خلقك ، ظاهر أو خاف مغمور ، لئلا تبطل حجتك (3) وبيناتك (4).

ص: 26


1- في ( أ ) : وأثر العلم.
2- رواه في علل الشرائع ( ص 195 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله سندا. إلا أن فيه : أكله واكلك ، بدل أجله وأجلك. وأورده عنه في البحار ( ج 23 ص 19 ). وروى البرقي في المحاسن ( ج 1 ص 235 ) عن أبيه ، عن محمد بن سفيان ، عن النعمان الرازي ، سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) : وفيه أكله وأكلك. وفي آخره ... نجاة لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور النبي الآخر. ونقله في إثبات الهداة ( ح 1 ص 189 ) عن المصادر ، ورواه الطبري في دلائل الامامة 231.
3- في المصادر : حججك.
4- رواه في علل الشرائع ( ص 195 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، وفي الاكمال ( ج 1 ص 302 ) عن أبيه وابن الوليد معا : عن سعد عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب. وأورده في البحار في ( ج 23 ص 20 ) عن العلل وص 49 عن الاكمال. ورواه في كمال الدين ( ص 289 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد وماجيلويه جميعا عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي القرشي ، عن نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمر بن سعيد ، عن فضيل بن خديج ، عن كميل بن زياد عن علي (علیه السّلام) نحوه متنا وفيه ( ص 293 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله بن الفضل بن عيسى عن عبد الله النوفلي. عن عبد الله بن عبد الرحمان ، عن هشام الكلبي ، عن أبي مخنف. لوط بن يحيى ، عن عبد الرحمان بن جندب ، عن كميل ، مثله ، ونقلهما في البحار ( ج 23 ص 48 و 49 ). وأورد الطوسي في الأمالي ( ج 1 ص 19 ) عن الصدوق عن أبيه بسنده عن فضيل ، وروى الصدوق في الاكمال ( ص 302 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، عن هارون بن مسلم ( عن سعدان ) هكذا في الاكمال ، عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (علیه السّلام) عن آبائه عن علي (علیه السّلام) بمعناه ، وهذا ما وقفنا عليه من مصادر الحديث وشواهده ومتابعاته من طريق المؤلف وأما من غير طريقه ، فان لهذه الرواية أكثر من عشرين طريقا تنتهي إلى الإمام علي (علیه السّلام) برواية كميل عنه ، وفي بعض الطرق برواية من يوثق به من أصحابه ، أوثقة من أصحابنا ، ويمكن أن يستأنس من ملاحظة جميع الطرق أن المراد به هو كميل. فلاحظ بعض الطرق في : الكافي ( ج 1 ص 339 و 178 ) والغيبة للنعماني ( ص 68 ) وانظر بحار الأنوار ( ج 23 ص 44 و 49 ) وأمالي المفيد ( ص 154 ) وكمال الدين ( 289 و 294 ) والخصال (186) وبصائر الدرجات (486).

5 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : تبقى الأرض بلا عالم حي ظاهر (1) يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي : إذا ، لا يعبد الله ، يا أبا يوسف (2).

6 - وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلا :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : قال : قلت له : تبقى الأرض - يوما - بغير إمام؟ (3) فقال : لا. (4)

7 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن بعض الثقات ، عن الحسن بن زياد :

ص: 27


1- كذا في ( ب ) والعلل ، وفي ( أ ) : حق ، وفي هامشه ، حي - ظ.
2- رواه في علل الشرائع ( ص 195 ) عن أبيه ، مثله. ونقله عنه في البحار ( ج 23 ص 21 ) وإثبات الهداة ( ج 1 ص 233 ). وروى سعد في مختصر بصائر الدرجات ( ص 8 ) بقوله : وعنهما ( أي يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ) عن الحسن بن محبوب ، مثله. وفي بصائر الدرجات للصفار ( ص 487 ) : محمد بن عيسى وأحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج ، مثله. ونقله عن الأخير في البحار ( ج 23 ص 51 ).
3- كذا في ( ب ) والمصادر الاخرى ، لكن في ( أ ) : حجة ، بدل إمام.
4- رواه الصدوق في الإكمال ( ص 223 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد والحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان عن ابن أبي عمير بسنده مثله ، وفيه تكون ، بدل تبقى ، ونقله في البحار 25 ص 107 ويأتي تمامه في المستدرك من كتابنا هذا ح 29. رواه في البصائر (485) عن محمد بن عيسى بسنده مثله ، ونقله في البحار ( 23 / 50 ) ورواه الكليني في الكافي ( ج 1 ص 178 ح 4 ) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي ، عن الحسين ، مثله ، ونقله عنه النعماني في الغيبة ( ص 68 ). وانظر الكافي ( 1 / 178 ح 1 )

(9) .عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : الأرض لا تكون إلا وفيها عالم يصلحهم ، ولا يصلح الناس إلا ذلك (1).

8 - سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

لا يصلح الناس إلا بإمام ، ولا تصلح الأرض إلا بذلك (2).

9 - سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي عمارة بن الطيار (3) قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :

لو لم يبق في الأرض إلا اثنان ، لكان أحدهما الحجة (4).

ص: 28


1- رواه في العلل ( ص 196 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن سعد بن أبي خلف عن الحسين بن زياد ، مثله. وفي الكمال ( ج 1 ص 203 ) عن أبيه ، عن سعد والحميري ، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد ، نحوه باختلاف يسير. ونقله عنهما في البحار ( ج 23 ص 35 - 36 ). واثبات الهداة ( ج 1 ص 203 ). وروى الصدوق في الإكمال ( ص 223 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد والحميري ، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن زياد ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : هل تكون الأرض إلا وفيها إمام؟ قال : لا تكون الا وفيها امام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه. ونقله في البحار ( ج 23 ص 40 ).
2- رواه في العلل ( ص 196 ) عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، مثله ، ونقله في البحار ( 23 / 22 ) وإثبات الهداة ( 1 / 234 ).
3- كذا في العلل والإكمال وكافة المصادر ، وكان في النسختين : الطيان وهو غلط.
4- رواه في العلل ( ص 197 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، وفيه : رجلان بدل اثنان ونقله في البحار ( 23 / 22 ). ورواه في الاكمال ( ص 203 ) عن أبيه ( المؤلف ) ومحمد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب جميعا عن محمد بن سنان عن حمزة الطيار ، مثله ، باضافة قوله : أو كان الثاني الحجة ، الشك من محمد بن سنان. ونقله في البحار ( ج 23 ص 36 ).وروى النعماني في الغيبة ( ص 69 ) قال : حدثنا عبد الواحد بن عبد الله ، قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثنا محمد بن سنان عن أبي عمارة حمزة بن الطيار ، مثله إلا أن فيه : لكان الثاني منهما الحجة. ورواه في بصائر الدرجات ( ص 488 ) عن محمد بن عيسى نحوه. وفي سند الحديث السابق عليه : أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن ابن سنان ، عن أبي عمارة بن الطيار ، باختلاف. وعنه في البحار ( 23 / 52 ) واثبات الهداة ( 1 / 153 ). وفي مختصر البصائر لسعد ( ص 8 ) : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران ( كذا ) وفيه : لكان أحدهما حجة على صاحبه. ورواه الكليني بعدة أسانيد تنتهي كلها إلى حمزة بن الطيار ، الكافي ( 1 / 179 - 180 ) ونقله عنه النعماني في الغيبة ( ص 69 ).

10 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم ، إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجة الله على عباده ، ولا تبقى (1) الأرض بغير إمام ، حجة لله على عباده (2).

11 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن سنان وصفوان بن

ص: 29


1- في ( أ ) يبقى الأرض.
2- في العلل ( ص 197 ) عن أبيه ، عن سعد عن ابن عيسى ، رفعه ، إلى أبي حمزة ، مثله. ونقله في البحار ( 23 / 22 ). ورواه سعد ( شيخ المؤلف ) في مختصر البصائر ( ص 8 ) عنهما ( أي عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ) عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، مثله. ونقله في البحار : 23 / 22 عن العلل ، والبصائر : 485 عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة. وانظر الحديث (15) وتخريجه ، فإن المتن متحد. وروى الصدوق في الإكمال ( 228 ح 21 ) عن أبيه وعن ابن الوليد عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن علي الحراز عن عمر بن أبان ، عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : قال : يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا وفيها عالم منا ، إن زاد الناس قال : قد زادوا ، وإن نقصوا ، قال : قد نقصوا ، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه ، ونقله عن الكمال في البحار : 26 / 174 ح 47.ورواه في دلائل الإمامة ص 230

يحيى وعبد الله بن المغيرة و (1) علي بن النعمان ، كلهم : عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

إن الله لم يدع الأرض إلا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون ردهم ، وإن نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولو لا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرق بين الحق والباطل (2).

12 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : تبقى الأرض بغير إمام؟

قال : لو بقيت الأرض بغير إمام ، لساخت (3).

13 - أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمد ، عن الخشاب ، عن جعفر بن محمد ، عن كرام ، قال :

قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

لو كان الناس رجلين ، لكان أحدهما الإمام.

وقال : إن آخر من يموت الإمام ، لئلا يحتج أحد على الله أنه تركه بغير

ص: 30


1- كان في النسختين : ( عن ) مكان الواو ، والصواب ما أثبتناه.
2- رواه في العلل ( ص 195 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، وعنه في البحار ( 23 / 21 ) ورواه في ( ص 199 ) عن أبيه عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب عن ابن سنان وابن النعمان عن ابن مسكان مثله ، وعنه في البحار ( 23 / 24 ) ورواه في الكمال ( ج 1 ص 203 ح 12 ) مثله ، ونقله في البحار ( 23 / 36 ) ورواه في الكافي ( ج 1 ص 178 ) عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان قريبا منه ، وعنه في الغيبة للنعماني ( ص 68 ). ورواه في دلائل الإمامة ص 232.
3- رواه في الإكمال ( ج 1 ص 201 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب ، عن محمد بن الفضيل ، مثله ، ونقله في البحار ( 23 / 21 ) وفي العلل (198) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد عن ابن أبي الخطاب ، عن النضر ، عن محمد بن الفضيل مثله ، نقله في البحار ( 23 / 28 ) وفي غيبة الطوسي ( ص 132 ) عن سعد مثله ، وعنه في البحار ( 23 / 24 ) وفي البصائر للصفار ( ص 488 ) عن محمد بن عيسى مثله ، وفي العلل (196) عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى. وفي الكافي ( ج 1 ص 179 ) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى نحوه ، ونقله عنه في غيبة النعماني ( ص 69 )

حجة (1)

14 - الحميري ، عن السندي بن محمد ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : لا تبقى الأرض بغير إمام ظاهر أو باطن (2).

15 - وعنه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن حفص ، عن عيثم (3) بن أسلم ، عن ذريح المحاربي :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : قال : سمعته يقول : والله ، ما ترك الله الأرض - منذ قبض آدم - إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، وهو حجة الله على العباد ، من تركه هلك ومن لزمه نجا ، حقا على الله تعالى (4).

16 - سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الكريم ، وغيره :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :

ص: 31


1- رواه في العلل (196) عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن إدريس ( شيخ المؤلف ) مثله ، ونقله في البحار ( 23 / 21 ) وفي آخره : بغير حجة لله عليه. ورواه في الكافي ( ج 1 ص 180 ) عن محمد بن يحيى ، عمن ذكره ، عن الخشاب.
2- رواه في العلل (197) عن أبيه ( المؤلف ) كما هنا ، نقله في البحار ( 23 / 23 ) ورواه في بصائر الدرجات ( ص 486 ) عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب والحجال عن العلاء ، مثله ، لكن ليس فيه : « أو باطن » ، ونقله في البحار ( 23 / 51 ).
3- كذا في ( ب ) وفي ( أ ) : عثيم ، وفي العلل : ميثم ، وفي الإكمال : عثمان.
4- رواه في العلل ( ص 197 ) والإكمال ( 1 / 230 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ونقله في البحار ( 23 / 23 ) وروى الكشي (372) عن أبي سعيد ابن سليمان ، عن العبيدي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، وصفوان بن يحيى وجعفر بن بشير ، جميعا : عن ذريح المحاربي ، نحوه وقطعة منه في ثواب الأعمال بسند فيه : عن ذريح - عن أبي حمزة - عن أبي عبد الله (علیه السّلام) فراجع ثواب الأعمال ( ص 245 ) والمحاسن للبرقي ( ص 92 ) نحوه. ونقله في إثبات الهداة ( ج 1 ص 229 و 242 ). وروى الصدوق في الإكمال ( ص 220 ) ، عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد : عن سعد ومحمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الأول - يعني موسى بن جعفر (علیه السّلام) - باختلاف يسير ورواه النعماني في الغيبة ( ص 68 ) عن الكليني في الكافي ( 1 / 178 ).

إن جبرئيل (علیه السّلام) نزل على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) يخبر عن ربه ، فقال له : يا محمد ، إني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي ، ويكون نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الأرض حجة لي ، وداع إلي ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، وإني قد قيضت لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الأشقياء (1).

ص: 32


1- رواه في العلل ( ص 196 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، وفيه : قضيت. ونقله في البحار ( 23 / 22 ) واثبات الهداة ( 1 / 233 ) ورواه في دلائل الامامة ( ص 232 ).

وقد روى المؤلف حديثا مسندا الى النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) جاءت فيه جملة « من مات ... » نوردها ، قال :

أ - حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، جميعا : عن محمد بن عيسى ، ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ، جميعا : عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، أنه سمع من سلمان ، ومن أبي ذر ، ومن المقداد حديثا عن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أنه قال :

من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية.

ثم عرضه على جابر وابن عباس ، فقالا : صدقوا وبروا ، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وإن سلمان قال : يا رسول الله إنك قلت : من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام يا رسول الله؟ قال : من أوصيائي ، يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه ، فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك « (1) ».

ب - سعد والحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة ،

قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :

إن الأرض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال والحرام ، وما يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إلى الناس.

قلت : جعلت فداك ، علم بماذا؟

قال : وراثة من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وعلي (علیه السّلام) « (2)».

ج - سعد ، عن ابن عيسى ، ومحمد بن عبد الجبار ، عن البرقي ، عن فضالة بن أيوب ، عن شعيب ، عن أبي حمزة قال :

قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : لن تبقى الأرض إلا وفيها من يعرف الحق ، فإذا زاد الناس فيه قال : قد زادوا وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم ، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق من الباطل « (3) ».

د - سعد والحميري جميعا قالا : حدثنا اليقطيني ، عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : سمعته يقول : لم يترك الله جل وعز الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه ، ولا يحتاج إليهم ، يعلم الحلال والحرام.

قلت : جعلت فداك ، بماذا يعلم؟

ص: 33


1- رواه الصدوق في الاكمال ( ص 413 ).
2- رواه في الإكمال ( ص 223 ) وعنه في البحار : 23 / 40 ح 72.
3- العلل ( 199 ح 25 ) وعن البصائر ص 331 ح 4 والإختصاص 283 نقله في البحار ( ج 23 ص 25 ) عنه.

قال : بوراثة من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ومن علي بن أبي طالب (علیه السّلام) « (1) ».

ه- - سعد ، والحميري ، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب ، عن أبي عبد الله المؤمن وابن فضال ، عن أبي هراسة.

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : لو أن الإمام رفع عن الأرض ساعة ، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله « (2) ».

و - الحميري ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) :

قال سمعته يقول : لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ، ولعذبهم الله بأشد عذابه ، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ الأرض بهم ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا أراد الله أن يهلكهم ، ثم لا يمهلهم ، ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه ، ثم ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) وأحب « (3) ».

ز - سعد ، عن البرقي عن ابن مهران ، عن رجل عن أبي المغرا ، عن ذريح ، عن أبي حمزة :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : منا الإمام المفروض طاعته ، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا.

والله ، ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز وجل آدم إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله ، حجة على العباد ، ومن تركه هلك ومن لزمه نجا ، حقا على الله « (4) ».

ح - سعد عن ابن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى ، عن ابن معروف عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن القاسم عن محمد بن الفضيل :

عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) :

قال : قلت له : تكون الأرض ، ولا إمام فيها؟

فقال : إذا لساخت بأهلها « (5) ».

ط - سعد والحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن

ص: 34


1- رواه الصدوق في الاكمال ( ج 1 ص 224 ) والبحار ( ج 23 ص 40 ) و ( 26 ص 173 ) ورواه بصائر الدرجات : 485 ح 8 ومختصر البصائر : ص 62.
2- الاكمال ص 203 وعنه في البحار ( ج 23 ص 34 ) ورواه في غيبة النعماني : 139 عن الكافي ( 1 ص 179 ح 12 ) والصفار في بصائر الدرجات ص 488 ورواه في دلائل الامامة : ص 230.
3- رواه في الاكمال ( ص 204 ) ونقله في البحار ( ج 23 ص 37 ) ورواه في دلائل الامامة ص 231 وابي سعيد العصفري في كتابه ص 16.
4- ثواب الأعمال ( ص 245 ) وفي البحار ( ج 23 ص 85 ) عنه وعن المحاسن : 1 / 92 ح 45.
5- رواه في العلل ( ج 1 ص 198 ) ونقله في البحار ( ج 23 ص 27 .

أحمد بن عمر قال :

سألت أبا الحسن (علیه السّلام) : أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال : فقال : لا.

قلت : فإنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد؟

قال : لا تبقى ، إذا لساخت « (1) ».

ي - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن هلال عن سعيد بن جناح ، عن سليمان الجعفري قال :

سألت أبا الحسن الرضا (علیه السّلام) ، فقلت : أتخلو الأرض من حجة؟

فقال : لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها « (2) ».

ك - سعد بن عبد الله ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن مهزيار ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي علي البجلي عن أبان بن عثمان ، عن زرارة بن أعين :

عن أبي عبد الله ، في حديث له في الحسين بن علي (علیه السّلام) ، أنه قال في آخره :

ولو لا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض بما فيها ، وألقت ما عليها ، إن الأرض لا تخلو ساعة من الحجة « (3) ».

ل - سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الأعلى بن أعين [ مولى آل سام - بحار ] :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) :

قال سمعته يقول : ما يترك الله الأرض بغير عالم ، ينقص ما زادوا ، ويزيد ما نقصوا ، ولولا ذلك لاختلطت على الناس أمورهم « (4) ».

م - الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال :

قال الرضا (علیه السّلام) : نحن حجج الله في أرضه ، وخلفاؤه في عباده وأمناؤه على سره ، ونحن كلمة

ص: 35


1- الاكمال ( 203 ح 8 ) وعنه في البحار ( 23 ص 34 ) وفي ( ص 24 ح 29 ) عن العلل ( ص 197 ح 15 ) عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب والنهدي عن أبي داود المسترق عن أحمد بن عمر الخلال. وأخرجه في البحار ( 23 ص 28 ح 41 ) عن العلل ( ص 198 ح 19 ) والعيون ( 1 / ص 212 ح 2 ) عن أبيه عن سعد عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد الأشعري عن أحمد بن عمر ، وعن البصائر ( ص 488 ح 1 ).
2- الاكمال ( ص 204 ) ورواه في العيون ( ص 212 ) والعلل ( ص 198 ) عن أبيه ، عن سعد ، عن الحسن ابن علي الدينوري ، ومحمد بن أحمد بن ابي قتادة عن أحمد بن هلال ، مثله والبصائر ص 489 ح 8 وعنهم في البحار : ج 23 ص 29 ح 43.
3- رواه في الاكمال 1 ص 202 وعنه في البحار ( ج 23 ص 34 ).
4- الاكمال 1 ص 204 والعلل ص 201 نقله في البحار ( ج 23 ص 27 ح 38 ) عنهما وعن البصائر ص 332.

التقوى ، والعروة الوثقى ، ونحن شهداء الله ، وأعلامه في بريته ، بنا يمسك الله ( السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) ، وبنا ( يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) ، وينشر الرحمة.

لا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوما ، بغير حجة ، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله « (1) ».

ص: 36


1- رواه في الاكمال ( ص 202 ح 6 ) ونقله في البحار ( ج 23 ص 35 ).

3 - باب في أن الامامة عهد من الله تعالى

17 - سعد ، عن علي بن إسماعيل ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، قال :

سأل إسماعيل بن عمار أبا الحسن الأول (علیه السّلام) ، فقال له :

فرض الله على الإمام أن يوصي - قبل أن يخرج من الدنيا - ويعهد؟

فقال : نعم.

فقال : فريضة من الله؟

قال : نعم (1).

18 - وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن أسباط ، عن عبد الله بن بكير ، عن عمرو بن الأشعث :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :

قال : سمعته يقول - ونحن في البيت معه نحو من عشرين إنسانا - :

لعلكم ترون أن هذا الأمر إلى رجل منا يضعه حيث يشاء؟!

لا ، والله ، إنه لعهد من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) مسمى رجل فرجل ،

ص: 37


1- لم نعثر له على مصدر آخر.

حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه (1).

19 وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عمرو بن سعيد ، عن يحيى بن مالك :

عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (2).

فقال : الإمام يؤدي إلى الإمام.

ثم قال : يا يحيى إنه ، والله ، ليس منه ، إنما هو أمر من الله (3).

20 - عبد الله بن جعفر ، عن أبي القاسم الهاشمي ، عن عبيد بن قيس الأنصاري ، قال : حدثنا الحسن بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

نزل جبرئيل على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بصحيفة من السماء ، لم ينزل الله كتابا مثلها (4) قط قبله ولا بعده ، فيه خواتيم من ذهب فقال له :

يا محمد ، هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك ،

قال له : يا جبرئيل ، من النجيب من أهلي؟

ص: 38


1- رواه في الإكمال ( 1 / 222 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد قالا حدثنا سعد والحميري ، جميعا ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن ابن بكير ، مثله سندا ، وباختلاف يسير متنا ، ونقله في البحار ( 23 / 70 ) ، وفي ص 71 ح 12 عن بصائر الدرجات ( ص 471 ح 5 ) ، عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن ابن بكير ، وفي ص 72 ح 13 عن البصائر أيضا ص 471 ح 6 عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن ابن بكير ، وفي ص 75 ح 25. عن غيبة النعماني ( ص 51 ) عن ابن عقدة ، عن ابن مستور الأشجعي عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي ، عن عبد الله بن بكير ، مثله ، ورواه الكليني في الكافي 1 ص 277 ح 2.
2- الآية (58) سورة النساء 4.
3- رواه في البصائر (476) عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن مالك عن رجل من أصحابنا ، قال : سألته عن قول الله ... مثله متنا ، وعنه البحار ( 23 / 277 ) والظاهر أن المراد بالرجل هو الإمام الرضا (علیه السّلام) المسؤول كما صرح به في رواية المتن. وقد سئل الرضا (علیه السّلام) عن هذه الآية في حديث آخر ، لاحظ الكافي ( 1 / 276 ح 2 ).
4- كلمة ( مثله ) لا بد منها في مثل هذا المقام.

قال : علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، مره إذا توفيت : أن يفك خاتما ثم يعمل بما فيه.

فلما قبض النبي (علیه السّلام) ، فك علي خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسن بن علي (علیه السّلام) ، ففك خاتما وعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي (علیه السّلام) ، ففك خاتما ، فوجد فيه : اخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك ، واشر (1) نفسك لله ، فعمل بما فيها (2) ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أطرق ، واصمت والزم منزلك ، ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ).

ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم ، وانشر علم آبائك ، ففعل بما فيه ما تعداه.

ثم دفعها إلى رجل بعده ، ففك خاتما ، فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم ، وصدق أباك (3) ولا تخافن أحدا إلا الله ، فإنك في حرز من الله وضمان.

وهو يدفعها إلى رجل من بعده.

ويدفعها من بعده إلى من بعده ، إلى يوم القيامة (4).

ص: 39


1- كذا في العلل والاكمال ، لكن في النسختين : واشتر بنفسك.
2- كذا ورد الضمير المجرور مؤنثا ، هنا ، في النسختين.
3- في ( ب ) آبائك.
4- رواه في العلل ( ص 171 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله. وفي الإكمال ( 1 / 231 ) عن ابن الوليد عن الصفار وسعد والحميري جميعا عن اليقطيني عن الهاشمي. ونقله في البحار ( ج 36 ص 203 ) والبحار ( 66 ص 535 ح 29 ). وقد ورد حديث الصحيفة المختومة في المصادر التالية : 1 - الصدوق في الإكمال 669 والأمالي ص 328 ح 2 عن ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين الكناني ، عن جده عن الصادق وعنهما في البحار ( 36 / 192 ) وعن امالي الشيخ 2 ص 56. 2 - الكليني بأسانيد عديدة في الكافي ( 1 / 279 و 280 ) وفي ( ص 281 ) في نص طويل مروي عن الكاظم (علیه السّلام). 3 - الصفار في بصائر الدرجات ص 146 ، كما في البحار ( 26 ص 33 ). 4 - النعماني في غيبته ( ص 24 ). وانظر روايات الصحيفة في : البحار ( ج 26 ص 18 باب (1) ما عندهم من الكتب ) و ( ج 36 ص 192 - 226 ) باب (40).

4 - باب أن الله عز وجل خص آل محمد عليهم السلام بالامامة دون غيرهم

21 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، قال : حدثني بريد (1) بن معاوية العجلي :

عن أبي جعفر (علیه السّلام). في قول الله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (2).

قال : فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة ، دون خلقه جميعا ،

( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (3) :

فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة ، فكيف يقرون به في آل إبراهيم ، وينكرونه في آل محمد :؟

( فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً ، كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً ) (4) و (5).

ص: 40


1- كذا في مصادر الحديث كلها ، وكان في النسختين : يزيد ، وهو تصحيف.
2- الآية في سورة النساء : 54.
3- الآية في سورة النساء : 54.
4- الآيات في سورة النساء : 55 - 57.
5- روي قطعة منه في الكافي ( 1 / 206 ) عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير ، مثله وفيه ( 1 / 205 ) عن الحسين الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة مثله ، وفي تأويل الآيات ( 42 ح 1 ) عن الكافي. وفي تفسير العياشي ( 1 / 247 ) عن بريد بن معاوية ، وعنه في البرهان ( 1 / 377 ) ، وفي البحار ( 23 / 289 ) عن الكافي والعياشي ، وفي البصائر ( ص 35 ) ح 5 و ( 36 ح 6 ).

22 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الرحيم القصير ، قال :

سألت أبا جعفر (علیه السّلام) ، عن قول الله تعالى :

( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (1).

ما الملك العظيم؟

قال : فينا.

قال : قلت : أي شيء؟

قال : افتراض (2).

وليتول وليه ، ويعاد عدوه ، وليأتم بالأوصياء من بعده ، فإنهم عترتي من لحمي ودمي ، أعطاهم الله فهمي وعلمي ، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي (3).

ص: 41


1- الآية (54) من سورة النساء : 4.
2- كذا في النسختين ، وظاهرا أن هنا سقطا ، والكلام الذي يليه إنما هو من حديث النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، ولاحظ الروايات التالية ، وخاصة الحديث ( 25 و 27 ).
3- لم نعثر له على مصدر آخر لكن الأحاديث التالية ( الى 27 ) كلها من شواهد ذيله فلاحظ تخريجاتها ، وراجع من مصادره وتخريجاته : (1) أمالي الشيخ الطوسي ( ج 2 ص 190 ) عن أبي ذر. (2) فرائد السمطين ( 1 / 53 ) عن ابن عباس. (3) تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي ( 2 / 94 ) عن ابن عباس. (4) حلية الأولياء ( 1 / 86 ) عن حذيفة وابن عباس وزيد بن أرقم وله شواهد في تاريخ دمشق ( 2 / 96 - 102 ) وبصائر الدرجات ( ص 41 - 52 ) الباب (22). (5) بشارة المصطفى ( ص 186 ) عن ابن عباس. (6) مناقب الخوارزمي ( ص 44 ط تبريز ) عن الحسين(علیه السّلام)

23 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن يزيد بن إسحاق ، عن هارون بن حمزة الغنوي ، عن أبي عبد الله الحذاء ، عن سعد بن طريف ، عن محمد بن علي بن (1) عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، قال :

قال النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني ، جنة عدن منزلي ، قضيب من قضبانه ، غرسه ربي بيده ، فقال له : كن جنة عدن فكان ، فليتول علي بن أبي طالب (علیه السّلام) والأوصياء من ذريتي ، إنهم الأئمة من بعدي ، وهم عترتي ودمي ولحمي ، رزقهم الله علمي وفهمي ، ويل للمنكرين فضلهم من أمتي ، القاطعين صلتي ، والله ليقتلن ابني ، لا أنالهم الله شفاعتي (2).

ص: 42


1- كذا في النسختين ، والذي يظهر من ملاحظة مصادر هذا الحديث ومصادر الحديث الآتي برقم (27) سندا ومتنا ، أن كلمة ( بن ) تصحيف لكلمة ( عن ) وأن المراد بمحمد بن علي هو الإمام الباقر أبو جعفر. (علیه السّلام) وهو يروي عن عمر بن علي وعمر يروي عن أبيه الإمام علي (علیه السّلام) فراجع.
2- في بصائر الدرجات ( ص 50 ) : محمد بن الحسين ، عن يزيد بن شعر ، عن هارون بن حمزة ، عن أبي عبد الرحمان ، عن سعد الإسكاف ، عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وعن البحار ( 44 / 258 ). وفيه ( ص 48 ) عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ، مثله تماما متنا ، وهذا السند هو للحديث (27) الآتي. وفيه ( ص 48 ) عن محمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله المؤمن ، عن أبي عبد الله الحذاء عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قريبا منه ، والبحار ( 23 / 136 ) وفيه ( ص 52 ) عن محمد بن الحسين عمن رواه عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن أسلم ، عن إبراهيم بن يحيى المدني ، عن أبيه ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : وذكر نحوه ، وعنه في البحار ( 23 / 136 ) وفي كامل الزيارات لابن قولويه ( ص 69 ) عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن أبي الحسن ، وعباد ، جميعا عن سعد الاسكاف : قال : قال أبو جعفر (علیه السّلام) ، قال رسول الله : وعنه في البحار ( 44 / 259 و 302 ) ولاحظ اثبات الهداة ( 2 / 252 وص 495 ) عن الصفار. وقد وردت الرواية به عن علي (علیه السّلام) في البحار ( 23 / 123 ) نقلا عن تفسير العسكري (214). وروى الصدوق في الأمالي ( ص 237 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف ، عن، الحسين بن زيد عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده (علیه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من سره أن يجوز على الصراط ... وعنه في البحار ( 38 / 98 ). وانظر الحديث 27 وتخريجاته.

24 - وعنه ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم ، قال : حدثنا سلام بن أبي عمرة (1) الخراساني ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل جنة عدن غرسها ربي بيده ، فليتول عليا (علیه السّلام) وليعاد عدوه ، وليأتم بالأوصياء من بعده ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، وهم عترتي ، من لحمي ودمي ، إلى الله أشكو من أمتي ؛ المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي ، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين (علیه السّلام) لا أنالهم الله شفاعتي (2).

25 - وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (3) عن عبد القاهر ، عن جابر بن يزيد الجعفي :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من سره أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل جنة وعدنيها ربي قضيبا (4) غرسه ربي بيده ، فليتول علي بن أبي طالب

ص: 43


1- كذا في ( ب ) واستظهار هامش ( أ ) لكن في متن هذه النسخة ( حمزة ) ...
2- لم نجده بهذا السند ، وإنما رواه الصفار في البصائر (49) عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب ، مثله ، وعنه في البحار ( 23 / 138 ) وفيه ( ص 50 ) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي المعزى ، عن محمد بن سالم مثله ، وفي البحار ( 36 / 247 ) ورواه في الكافي ( 1 / 209 ) عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد بسنده السابق ونقله عن الكافي في إثبات الهداة ( ج 2 ص 253 ). وفي أمالي الصدوق ( ص 39 ) عن ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ، ... مثله. وعنه في البحار ( 36 / 227 ) وفي بشارة المصطفى ص 186 بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس وانظر البصائر (52) ح 18.
3- كذا وفي ( أ ) الخضرمي بالخاء المعجمة.
4- كذا وفي ( ب ) قصبها.

(علیه السّلام) وأوصياءه من بعده ، فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، فإني سألت ربي ألا يفرق بيني وبينهم وبين الكتاب ، حتى يردا علي الحوض هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرض حوضي ما بين صنعاء إلى أيلة (1) فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم (2).

26 - وعنه ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسدي (3) عن عمار بن رزيق (4) عن أبي إسحاق ، عن زياد (5) بن مطرف ، قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : من أراد أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، وهو قضيب من قضبانه ، غرسه بيده وهي جنة الخلد ، فليتول عليا (علیه السّلام) وذريته من بعده ، فإنهم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال (6)

ص: 44


1- أيلة بالياء المثناة ، وكان في النسختين بالباء الموحدة ورسمها في ( أ ) : أبلة ، راجع البحار : 8 / 21 و 28 في صفة الحوض : فيه : أيله الى صنعاء ، وفي البحار : 68 / 59 فيه : أبلة الى صنعاء.
2- رواه الصفار في بصائر الدرجات ( ص 49 ) عن محمد بن الحسين مثله ونقله في البحار ( 23 / 138 ). ورواه الكليني في الكافي ( 1 / 209 ) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين ، مثله ونقله عنه في اثبات الهداة ( 2 / 254 ).
3- كذا في النسختين ، وهو : الأسلمي في البحار عن البصائر ، والمحاربي عند الطبري.
4- كذا بتقديم المهملة وفي ( ب ) : زريق ، بتقديم المعجمة ، وفي البصائر : رزين بالنون ، والصواب ما أثبتناه.
5- كذا في كافة مصادر الحديث ، وكان في النسختين : إسحاق بدل زياد.
6- رواه الصفار في بصائر الدرجات ( ص 51 ) عن محمد بن يعلى الأسلم ، عن عمار بن رزيق ، عن أبي اسحاق ، عن زياد بن مطرف عن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، مثله ، نقله في البحار ( ج 36 ص 248 ). ورواه الطبري في منتخب ذيل المذيل ( ص 83 ) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري عن أحمد بن اشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي ، بالسند مثله ، نقله عنه في إحقاق الحق ( ج 5 ص 107 ). وانظر كنز العمال ( ج 6 ص 155 و 217 ). ورواه الطبري في بشارة المصطفى ( ص 194 ) باسناده عن محمد الفارسي ، عن محمد بن عبد الله بن يزداد ،عن أبي صالح البزاز عن أبي حاتم ، عن يحيى الحماني ، عن يحيى بن يعلى ، بالسند. نقله عنه في البحار ( ج 39 ص 285 ). ونقله الاربلي في كشف الغمة ( ص 96 ) عن أربعين الحافظ أبي بكر ، عن زياد بن مطرف ، نقله في البحار ( 39 / 275 ) عن زيد بن أرقم ، وربما لم يذكر زيد بن أرقم - قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ...

27 - وعنه ، عن محمد بن عبد الحميد العطار ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

قال النبي عليه وآله السلام : من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء : ، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمان ، فليتول عليا (علیه السّلام) وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعده ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، اللهم ارزقهم من فهمي وعلمي ، ويل للمخالفين لهم من أمتي ، اللهم لا تنلهم شفاعتي (1)..

28 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أمه أم سلمة ، قالت :

أقعد رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عليا (علیه السّلام) في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه (2) ثم دفعه إلي ، من غير أن يعلم أحد فقال : من جاءك بعدي بآية كذا وكذا ، فادفعيه إليه.

قالت : فأقمت حتى توفي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وولي أبو بكر أمر الناس.

ص: 45


1- في ( أ ) : من شفاعتي ؛ روى الصفار في بصائر الدرجات ( ص 48 ) عن محمد بن عبد الحميد بسنده ، هنا ، لكن متنه كالحديث (23) السابق ، وقد أشرنا الى ذلك هناك. ورواه في الكافي ( ج 1 ص 208 ) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد ، مثله سندا ، ومتنا إلا أنه لم يذكر كلمة : بيني ، ونقله في البحار ( 23 / 136 ) عنهما وإثبات الهداة ( 2 / 252 ) عن الكافي ، ولاحظ الحديث (23) السابق وتخريجاته.
2- في بصائر الدرجات : حتى ملأ أكارعه.

قال عمر : فبعثتني أمي ، فقالت : اذهب ، فانظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت فجلست مع الناس ، حتى خطب أبو بكر ، ثم نزل فدخل بيته فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عمر ، فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت ، فأخبرتها ، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني ، فصنعت مثل ما صنعت ، وصنع مثل ما صنع صاحباه ، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني ، فقالت : انظر ما يصنع هذا الرجل؟

فجئت ، فجلست في المسجد ، فجاء علي (علیه السّلام) ، فصعد المنبر ، فخطب ، فلما خطب نزل ، فرآني في الناس ، فقال : اذهب فاستأذن لي على أمك فخرجت حتى جئتها ، فأخبرتها وقلت : قال لي : استأذن لي على أمك وهو [ ذا هو ] (1) خلفي يريدك.

قالت : أنا - والله - أدري (2).

فاستأذن علي (علیه السّلام) ، فدخل ، فقال : أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، بآية كذا وكذا.

قال عمر : كأني - والله - أنظر إلى أمي ، حين قامت إلى تابوت لها كبير ، في جوفه تابوت لها صغير ، فاستخرجت من جوفه كتابا ، فدفعته إلى علي (علیه السّلام).

ثم قالت لي أمي : يا بني ، الزمه ، فو الله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (3).

ص: 46


1- ما بين المعقوفين ليس في البصائر والبحار.
2- في البصائر : أريده ، بدل ( أدري )
3- رواه الصفار في البصائر ( ص 163 ) عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين ، بسنده مثله ، ونقله في البحار ( 22 / 223 ) و ( 26 / 49 ) و ( 38 / 132 ) عنه. ويشهد له ما في البصائر ( ص 168 ) باسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن أم سلمة ، نحوه ونقله في البحار ( 26 / 54 ).

5 - باب أن الامامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام

29 - سعد ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عمه : عبد الرحمان بن كثير ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : ما عنى الله تعالى بقوله :

( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1)؟

قال : نزلت في النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وأمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، ( وفاطمة ) (2) (علیهم السّلام).

فلما قبض ( الله ) (3) نبيه ، كان أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين (علیهم السّلام).

ثم وقع تأويل هذه الآية :

( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (4) فكان علي بن الحسين (علیه السّلام) ، ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ، فطاعتهم طاعة الله

ص: 47


1- الآية (33) من سورة الأحزاب 33.
2- ما بين المعقوفين ، ورد في العلل فقط.
3- كلمة الجلالة وردت في ( ب ) والعلل.
4- الآية (6) من سورة الأحزاب 33.

ومعصيتهم معصية الله (1).

30 - وعنه ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبد الله ابن المغيرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : سألته عن قول الله تعالى :

( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (2) ، في من نزلت؟

[ قال : نزلت ] (3) في الإمرة ، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين (علیه السّلام) من بعده ، فنحن أولى بالأمر وبرسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ ).

فقلت : ألولد جعفر فيها نصيب؟ فقال : لا.

فقلت : لولد العباس فيها نصيب؟ قال : لا.

قال : فعددت عليه بطون بني عبد المطلب ، كل ذلك يقول : لا.

ونسيت ولد الحسن (علیه السّلام) ، فدخلت عليه بعد ذلك ، فقلت : هل لولد الحسن فيها نصيب؟

فقال : لا ، يا عبد الرحيم (4) ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (5).

31 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :

ص: 48


1- رواه في العلل (205) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد مثله.ونقله في البحار ( 25 / 255 ) والبرهان ( 3 / 310 ) وإثبات الهداة ( 2 / 447 ).
2- الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
3- ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين ، لكن ورد في نقل الصدوق للرواية في العلل.
4- في العلل : يا أبا عبد الرحمان.
5- رواه في العلل ( 1 / 206 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، مثله ، ونقله في البحار ( 25 / 256 ) ورواه في الكافي ( 1 / 288 ) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه بسنده. وعنه في البرهان ( 3 / 291 ) وتأويل الآيات (160).

إن الله عز وجل خص عليا (علیه السّلام) بوصية رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وما نصبه له (1) فأقر الحسن والحسين له بذلك.

ثم وصيته للحسن ، وسلم (2) الحسين إلى الحسن (علیهما السّلام) ذلك حتى أفضي الأمر إلى الحسين (علیه السّلام) لا ينازعه فيها أحد ، له من السابقة مثل ما له (3).

فاستحقها علي بن الحسين (علیه السّلام) لقول الله تعالى :

( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (4).

فلا يكون بعد علي بن الحسين (علیه السّلام) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (5).

32 - عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سلام ، عن سورة بن كليب عن أبي بصير :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، في قول الله تعالى :

( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (6).

قال : في عقب الحسين (علیه السّلام) ، فلم يزل هذا الأمر - منذ أفضي إلى الحسين (علیه السّلام) - ينتقل من والد إلى ولد ، لا يرجع إلى أخ ، ولا إلى عم ولا يعلم أن أحدا منهم إلا وله ولد.

وإن عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (7).

ص: 49


1- في العلل : وما يصيبه له.
2- كذا في النسختين ، لكن في العلل : تسليم الحسين للحسن.
3- في ( أ ) مثل ما قاله.
4- من الآية (6) من سورة الأحزاب 33.
5- رواه في العلل ( 1 / 207 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، مثله مع اختلاف ، وعنه في البحار ( 25 / 257 ) والبرهان ( 3 / 293 ).
6- الآية (28) من سورة الزخرف 43.
7- رواه في العلل ( 1 / 207 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن الحميري ، مثله ، وفيه الحسن بن سعيد ، نقله عنه في البحار ( 25 / 258 ) والبرهان ( 4 / 138 ).

33 - عبد الله بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن إسماعيل عن سعدان ، عن بعض رجاله :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : لما علقت فاطمة (علیها السّلام) ، قال لها رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : يا فاطمة ، إن الله عز وجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين ، تقتله أمتي.

قالت : فلا حاجة لي فيه.

قال : إن الله عز وجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمة (علیهم السّلام) من ولده.

قالت : قد رضيت يا رسول الله (1).

34 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل سكرة ، قال : دخلت على أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :

يا فضيل ، أتدري في أي شيء كنت أنظر قبل؟

قلت : لا.

قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة (علیها السّلام) ، فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه ، فما وجدت لولد الحسن (علیه السّلام) فيه شيئا (2).

ص: 50


1- رواه في العلل ( 1 / 205 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن الحميري ، مثله ، الا انه لم يذكر في السند : محمد بن اسماعيل ، وعنه في البحار ( 25 / 260 ). وروى في الإكمال ( ج 2 ص 416 ) عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) ، وأورد مثله ، ونقله في البحار ( 44 / 221 ). وفي الاثبات ( ج 2 ص 410 ) عن الاكمال و ( ص 447 ) عن العلل.
2- روى في العلل ( 1 / 207 ) عن ابن الوليد ، عن ابن أبان عن ( الحسين بن سعيد ) بسنده ، مثله ، نقله في البحار ( 25 / 259 ). وروى الصفار في البصائر ( ص 169 ) عن أحمد بن محمد ، عن ( الحسين بن سعيد ) بسنده مثله باختلاف بسيط ، نقله في البحار ( 26 / 155 ) و ( 47 / 272 ) وروى الكليني في الكافي ( 1 / 242 ) عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن ( الحسين بن سعيد ) مثله باختلاف يسير.

35 - وعنه ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، وأيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، عن المعلى بن خنيس قال :

قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

ما من نبي ولا وصي ، ولا ملك ، إلا وهو في كتاب عندي ، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (1).

36 - وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل بن يسار وبريد (2) بن معاوية وزرارة :

أن عبد الملك بن أعين (3) قال لأبي عبد الله (علیه السّلام) : إن الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن ، فهل له سلطان؟

فقال : والله ، إن عندي لكتابا فيه (4) تسمية كل نبي ، وكل ملك يملك ، ولا والله ، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (5).

37 - حمزة بن القاسم ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :

جعلت فداك ، من أين جاء لولد الحسين (علیه السّلام) الفضل على ولد الحسن (علیه السّلام) ، وهما يجريان في شرع واحد؟

فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرئيل (علیه السّلام) نزل على محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) - وما ولد الحسين (علیه السّلام) بعد (6) - فقال : يولد لك غلام تقتله أمتك

ص: 51


1- روى في بصائر الدرجات ( ص 169 ح 4 ) عن ( علي بن إسماعيل ) عن صفوان بن يحيى ، مثله ، وفي ( ح 6 ) عن الحميري عن محمد بن عيسى عن ( صفوان ) ، مثله ، نقلهما عنه في البحار ( 26 / 156 ) و ( 47 / 273 ).
2- كذا في الكافي ، وكان في النسختين : يزيد.
3- كذا في ( ب ) والكافي ، وكان في ( أ ) : عبد الملك بن الحسين.
4- في الكافي لكاتبين فيهما.
5- روى في الكافي ( 1 / 242 ) عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، مثله.
6- كذا في العلل ، وكان في النسختين : بعد ما ولد الحسين.

من بعدك!

فقال : يا جبرئيل ، لا حاجة لي فيه.

فخاطبه ثلاثا ، ثم دعا عليا (علیه السّلام) ، فقال له :

إن جبرئيل (علیه السّلام) يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، ( فقلت : لا حاجة لي فيه ) (1).

فقال علي (علیه السّلام) : لا حاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليا ثلاثا ، ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة (2) والوراثة والخزانة.

فأرسل إلى فاطمة (علیها السّلام) : أن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي! قالت فاطمة (علیها السّلام) : لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا ، ثم أرسل إليها : لا بد من أن يكون ، ويكون فيه الإمامة (3) والوراثة والخزانة.

فقالت له : رضيت عن الله.

فعلقت وحملت بالحسين (علیه السّلام) ، فحملته ستة أشهر ، ثم وضعته ، ولم يعش مولود - قط - لستة أشهر غير الحسين (علیه السّلام) ، وعيسى بن مريم ، فكفلته أم سلمة.

وكان رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين ، فيمصه حتى يروى ، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، ولم يرضع من فاطمة (علیها السّلام) ولا من غيرها لبنا قط.

فأنزل الله تعالى فيه :

( حَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ ، وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) (4).

ص: 52


1- ما بين القوسين ليس في العلل.
2- كذا في العلل ، وكان في النسختين : الأئمة بدل الإمامة في الموضعين.
3- كذا في العلل ، وكان في النسختين : الأئمة بدل الإمامة في الموضعين.
4- الآية (15) من سورة الأحقاف 46.

فلو قال : أصلح لي ذريتي (1) لكانوا كلهم أئمة ، ولكن خص هكذا (2).

ص: 53


1- ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل ، ووجودها ضروري
2- رواه الصدوق في العلل ( ج 1 ص 205 ) عن أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب بسنده ، مثله. ونقله في البرهان ( 4 / 173 ). ونقله في البحار ( 14 / 207 ) و ( 25 / 254 ) و ( 43 / 245 ) والملاحظ أن البحار أثبت اسم الراوي عن الامام بعنوان : عبد الرحمان بن المثنى الهاشمي ، في الموارد الثلاثة.

6 - باب امامة الحسن والحسين(علیهما السّلام)

38 - سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، ( عن آبائه ) (1) قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، لأمير المؤمنين (علیه السّلام) : اكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، وتخاف علي النسيان؟

فقال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك ، قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله؟!

قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء.

وهذا أولهم ، وأومى إلى الحسن ،

ثم أومى إلى الحسين (علیهما السّلام) ، ثم قال : الأئمة من ولده (علیهم السّلام) (2).

ص: 54


1- ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين ، وانما ورد في ما نقله صاحب بشارة المصطفى ، وكذا البحار.
2- رواه الصدوق في الامالي ( ص 327 ح 1 ) والاكمال ( ج 1 ص 206 ح 21 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله. ورواه الطوسي في الأمالي ( 2 / 56 ) بسنده الى الصدوق ، عن أبيه ( المؤلف ) والصفار في البصائر ( ص 167 ) عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي ، عن ( حماد بن عيسى ) مثله ، وعنهم في البحار : 36 / 232 ح 14 ورواه الصدوق في العلل ( ج 1 ص 208 ) والطبري في بشارة المصطفى ( ص 96 ) بسنده الى ( المؤلف ). ونقله في اثبات الهداة ( ج 2 ص 363 ) عن الاكمال و ( ص 497 ) عن الصفار.

7 - باب العلة في اجتماع الامامة في الحسن والحسين (علیهما السّلام)

39 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن فضال ، عن مروان ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

نزل أمر الحسن والحسين (علیهما السّلام) معا ، فتقدمه الحسن بالكبر (1).

ص: 55


1- لم نعثر له على مصدر.

8 - باب في أن الامامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام.

40 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن محمد ، عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري :

( و) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن ( الحسين بن ثوير بن ) (2) أبي فاختة :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

لا تكون (3) الإمامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) وهي جارية

ص: 56


1- وقع هنا اضطراب في السند ، ففي نسختي كتابنا : سليمان بن داود المنقري عن محمد بن الحسين الواسطي ، لكن في العلل : ... المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي. ولقد توصلنا بالتتبع ومقارنة أسانيد الحديث في المصادر المختلفة ، أن هذا السند يحتوي على طريقين : الأولى تبدأ بمحمد بن يحيى ، وتنتهي بسليمان بن داود المنقري عن أبي عبد الله (علیه السّلام). والثانية تبدأ بمحمد بن يحيى ، وتنتهي بالحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، الراوي عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فلاحظ المصادر وطبقات الرواة في كل من الطريقين.
2- ما بين المعقوفين لم يرد في نسختي الكتاب ولا في العلل ، لكن سائر المصادر تتفق على رواية يونس عن الحسين ، وأما أبو فاختة - جد الحسين - فهو من أصحاب علي (علیه السّلام) - فراجع : جامع الرواة ( ج 2 ص 409 ) ومن لا يحضره الفقيه ( ج 3 ص 300 ح 4075 ) فلاحظ سائر المصادر.
3- في الكافي والغيبة : لا تعود.
4- في ( أ ) : لأخوين.

في الأعقاب ، في عقب الحسين (علیه السّلام). (1)

41 - سعد ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه سمعه يقول :

أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (2).

42 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن حماد بن عيسى الجهني :

عن أبي عبد الله أنه قال :

لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، إنما هي في الأعقاب ، وأعقاب الأعقاب (3).

ص: 57


1- رواه الصدوق في العلل ( 1 / 208 ) عن أبيه ( المؤلف ) ، باختلاف في السند أشرنا إليه في الهوامش ، وعنه في البحار ( 25 / 259 ) واثبات الهداة ( 2 / 449 ). وروى الصدوق في الكمال ( ج 2 ص 414 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، ورواه الطوسي في الغيبة ( ص 118 ) عن سعد ، مثله ، ونقله في البحار ( 25 / 250 ). ورواه أيضا في الغيبة ( ص 136 ) عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد ، مثله ، ونقله في البحار ( ج 25 ص 252 ). ورواه الكليني في الكافي ( ج 1 ص 285 ) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، مثله ، ونقله في الاثبات ( ج 1 ص 165 ).
2- رواه الطوسي في الغيبة ( ص 135 ) عن ( سعد ) مثله ، وفيه : أن يجعل الامامة لأخوين ونقله عنه في اثبات الهداة ( 1 / 239 ح 197 ). ورواه في الكافي ( ج 1 ص 286 ) عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن ( محمد بن الوليد ) مثله. وروى الصدوق في الاكمال ( ج 2 ص 415 ) عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن ( يونس بن يعقوب ) مثله ، وفيه : أن يجعلها - يعني الامامة - في أخوين ونقله عنه في البحار ( 25 ص 251 ح 6 ) وانظر الحديث (43) الآتي.
3- أورده الطوسي في الغيبة ( ص 136 ) عن ( سعد ) مثله ، ونقله في البحار ( 25 / 251 ). ورواه في الكافي ( 1 / 286 ) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن ( الجعفري ) مثله. ورواه الصدوق في الكمال ( ج 2 ص 414 ح 2 ) عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، ونقله في البحار ( 25 / 251 ) والاثبات ( 2 / 408 )،ويشهد له ما رواه الصدوق في الكمال ( ج 2 ص 415 ح 5 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد والحميري ، جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [ عن أبيه خ ] عن عبد الحميد بن نصر ، عن أبي إسماعيل ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) : لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، أبدا أبدا ، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. وراجع الحديث (44) التالي.

43 - عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن إسحاق البغدادي ، عن عمه : محمد بن عبد الله بن حارثة ، عن يونس بن يعقوب ، عن رجل :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : سمعته يقول :

أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (1).

44 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن سليمان الجعفري ، عن حماد بن عيسى ، عن رجل :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، وإنها في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (2).

45 - وعنه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن بعض رجاله :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (علیهما السّلام) (3).

ص: 58


1- لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند. ولكنه متحد متنا مع الحديث (41) السابق فلاحظ تخريجاته.
2- لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند ، لكن الحديث (42) السابق يتحد معه متنا ، وفي بعض الرواة ، وإن كان مرويا عن الصادق (علیه السّلام) ، فلاحظ تخريجاته.
3- لم نعثر له على مصدر تخريج.

9 - باب أن الامامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ.

46 - سعد ، عن أحمد بن محمد ، و (1) محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع :

عن أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) :

أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عم أو خال؟

فقال : لا ،

فقال : ففي أخ؟

قال : لا ،

قال : ففي من؟

قال : في ولدي ،

وهو يومئذ لا ولد له (2).

ص: 59


1- كان في النسختين ( أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين ) لكن هذا الاسم ( محمد بن الحسين ) لم يرد في ما أثبته في الكافي في سند الرواية ، مع ان رواية أحمد بن محمد بن الحسين ، لم ترد في كتب الحديث إلا في مورد واحد ، وهو في الكافي ( 3 / 149 ح 6 ) بينما رواية أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، بلا واسطة ، كثيرة ، وكذلك رواية محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع. فيحتمل على هذا أن تكون كلمة ( عن ) مصحفة من ( الواو ) ويكون السند هكذا : ( أحمد بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ) وقد أثبته الخزاز أيضا هكذا : سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع كفاية الأثر ص 274.
2- رواه الكليني في الكافي ( 1 / 286 ) عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، مثله.

10 - باب إمامة علي بن الحسين (علیه السّلام) وابطال إمامة محمد بن الحنفية

47 - أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، قال :

سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن ابن الحنفية : هل كان إماما؟

قال : لا ، ولكنه كان مهديا (1).

48 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين (علیه السّلام) (2).

49 - وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

لما قتل الحسين بن علي (علیه السّلام) ، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن

ص: 60


1- لم نعثر له على مصدر تخريج.
2- لم نعثر له على مصدر تخريج. لكن ذكره الصدوق في الكمال ( ج 1 ص 36 ) مرسلا أنه قال : وقال الصادق (علیه السّلام) ، وأورد مثله ، وعنه في البحار ( 42 / 81 ).

الحسين (علیه السّلام) ، فخلا به ، ثم قال له : يا ابن أخي ، قد علمت أن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين (علیهما السّلام).

وقد قتل أبوك (علیه السّلام) ، ولم يوص ، وأنا عمك ، وصنو أبيك وولادتي من علي (علیه السّلام) ، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني ، فقال له علي بن الحسين (علیه السّلام) :

يا عم اتق الله ، ولا تدع ما ليس لك بحق ، ( إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ).

يا عم ، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق ، وعهد إلي من ( في / خ ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) عندي ، فلا تعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر ، وتشتت الحال.

إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع ، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين (علیه السّلام) (1).

فإن أردت أن تعلم ذلك ، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ، ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفر (علیه السّلام) : وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر.

فقال علي (علیه السّلام) لمحمد : ابدأ - فابتهل إلى الله ، وسله أن ينطق ( الحجر ) لك ، ثم سله.

فابتهل محمد في الدعاء ، وسأل الله ، ثم دعا الحجر ، فلم يجبه.

فقال علي (علیه السّلام) : أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.

ص: 61


1- كذا وردت الفقرة الأخيرة في ( أ ) ، وقريب منها في ( ب ) وكذلك أورده في الاحتجاج ، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية ، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا : إن الله - تبارك وتعالى - لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع ، أبى أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين

فقال له محمد : فادع أنت ، يا ابن [ أخي ] (1) وسله.

فدعا الله علي بن الحسين (علیه السّلام) بما أراد ، ثم قال :

أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد ، وميثاق الأنبياء والأوصياء ، لما أخبرتنا ( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) : من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي (علیه السّلام)؟! فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه ، ثم أنطقه الله ( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) ، فقال :

اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي ، إلى علي بن الحسين (علیهما السّلام) ، ابن فاطمة (علیها السّلام) ، ابنة رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ).

فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (علیه السّلام) (2).

ص: 62


1- في الاصل [ أخ ].
2- رواه الصفار في البصائر ( ص 502 ) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب ، مثله ، ورواه في مختصر البصائر ( ص 14 ) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ( ابن محبوب ) مثله مع اختلاف ، وعنهما في البحار ( ج 42 ص 77 ) و ( ج 46 ص 112 ) ورواه الكليني في الكافي ( 1 / 348 ) عن ( محمد بن يحيى ) ، عن أحمد بن محمد ( عن ابن محبوب ) مثله ، ونقله عنه في مختصر البصائر ( ص 170 ). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في اعلام الورى ( ص 258 - 259 ) وقال : روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب ( نوادر الحكمة ) وقال في المناقب ( 3 / 288 ) نوادر الحكمة بالاسناد عن جابر وعن أبي جعفر (علیه السّلام). ورواه الطبرسي في الاحتجاج ( ج 2 ص 46 ) مرسلا.

11 - باب امامة الباقر : أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام)

50 - سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جعفر :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فسأله عن الأئمة : ، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه ، ثم قال : والأمر هكذا يكون ، والأرض لا تصلح إلا بإمام ، قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :

( من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية ) ثلاث مرات (1).

51 - أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود : عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

إن حسينا (علیه السّلام) لما حضره ( الذي حضره ) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة

ص: 63


1- لم نعثر له على مصدر تخريج ، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسول (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، من كلام الإمام أبي عبد الله (علیه السّلام) في عدة نصوص ، فراجع البحار ( ج 23 ص 85 ) عن الصدوق في ثواب الأعمال ( ص 244 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد بسنده ، عن عيسى بن السري عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، ورواه البرقي في المحاسن ( ج 1 ص 92 / 46 وص 154 / 79 ) والنعماني في الغيبة 130 بسنده ، عن معاوية بن وهب عنه (علیه السّلام). وروى حديث الرسول (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد ، الصدوق في الإكمال (413) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن حماد بن عيسى بسنده ، فراجع.
2- ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي.

ابنة الحسين (علیه السّلام) ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ، ووصية ظاهرة ، ووصية باطنة.

وكان علي بن الحسين (علیه السّلام) مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به.

فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (علیه السّلام).

ثم صار ذلك الكتاب - والله - إلينا.

فقلت : ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك.

فقال : فيه - والله - جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (1).

52 - الحسن بن أحمد المالكي ، عن علي بن المؤمل :

عن موسى بن جعفر (علیه السّلام) ، قال : اسم جدي أبي جعفر (علیه السّلام) في التوراة : باقر (2).

53 - حدثني سعد بن عبد الله - يرفع الحديث - قال : قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : إذا مضى الغلامان من ولدي ، جعفر وأبو جعفر (علیهما السّلام) طويت طنفسة العلم (3).

ص: 64


1- رواه الصفار في البصائر (148) عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن سنان مثله ، نقله في البحار ( 26 / 35 ) و ( 46 / 17 ) وفيه ( ص 168 ) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه ، وفيه : كتاب مدرج. نقله في البحار ( 26 / 54 ) وانظر الكافي ( 1 / 304 ح 2 ) ، وفيه ( ص 163 ) عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور ، عن أبي الجارود مثله ، وفيه ( ص 164 ) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف ، عن منصور - أو - عن يونس ( كذا ) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا ، ونقله عنه في البحار ( 26 /50 ) ورواه في الكافي ( 1 / 303 ) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، وأحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن ( أبي الجارود ) مثله ، وأضاف في آخره : - والله - إن فيه الحدود ، حتى أرش الخدش. نقله عن الكافي في البحار ( 46 / 18 ) واعلام الورى (257) واثبات الهداة ( 5 / 213 ).
2- لم نعثر له على مصدر تخريج ، ولكن الصدوق : ابن المؤلف روى في الاكمال ص 253 ح 3 والخزاز في كفاية الأثر ص 54 - باسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) - الى أن - قال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين ( من ) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم ، محمد بن علي : المعروف في التوراة بالباقر و ... ونقله في البحار ج 36 ص 249 ح 67 وأيضا في الاكمال ص 319 - 320 ح 2 باسناده عن علي بن الحسين (علیهما السّلام) - إلى أن قال : - فمن الحجة والامام بعدك؟ قال : إبني محمد واسمه في التوراة : باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجة والامام من بعدي ، نقله عنه في البحار ج 36 / 386 ح 1.
3- لم نعثر له على مصدر تخريج.

12 - باب إمامة أبي عبد الله (علیه السّلام)

54 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1).

55 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر ، قال :

كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) (علیه السّلام) ، فأقبل جعفر (علیه السّلام) ، فقال : هذا ( خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (3).

ص: 65


1- رواه في البصائر ( ص 167 ) عن ( محمد بن الحسين ) مثله ، ونقله في البحار ( 26 / 53 ).
2- كذا في الكافي في حديث ( طاهر ) بأسانيده الثلاثة ، وقد أثبته في نسخة ( أ ) مع الحرف ( ظ ) ، وكان في النسختين هكذا : عند أبي عبد الله.
3- رواه المسعودي في اثبات الوصية ( ص 178 ) بقوله : روى عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفر (علیه السّلام). وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن ( طاهر ) عن أبي جعفر ، هي : (1) عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن طاهر. (2) أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن يونس بن يعقوب ، عن طاهر ، (3) أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن فضيل بن عثمان ، عن طاهر ، الكافي 1 ص 307 وفيه 306. وفي ارشاد المفيد ( ص 305 ) وكشف الغمة ( 2 / 167 ) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر (علیه السّلام) ، ونقله عن الجميع في البحار ( ج 47 ص 13 ) ، وانظر اثبات الهداة ( ج 5 ص 324 ) واعلام الورى ( ص 274 ).

13 - باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام

56 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبي جعفر الضرير ، عن أبيه ، قال :

كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام) وعنده إسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض ، فأجابني فيها (1).

فقال له إسماعيل : يا أبت ، إنك لم تفهم ما قال لك!

قال : فشق ذلك علي ، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه ، فقال : إني كثيرا ما أقول لك : ( الزمني ، وخذ مني ) فلا تفعل.

قال : فطفق إسماعيل وخرج ، ودارت بي الأرض ، فقلت : إمام يقول لأبيه : ( إنك لم تفهم ) ويقول له أبوه : ( إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي ، وتأخذ مني ، فلا تفعل! )

قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك ، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه ، علم منها مثل الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟! قال : فقال : إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.

قال : قلت : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، ثم ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، فمن

ص: 66


1- ورد هذا السؤال ، والجواب عنه ، بصورة كاملة في الكافي ( 5 / 269 ) عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار ، ورواه في تهذيب الأحكام ( 7 / 199 ) ووسائل الشيعة ( 13 / 208 ).

بعدك؟ - بأبي أنت وأمي - فقد كانت في يدي بقية من نفسي ، وقد كبرت سني ، ودق عظمي ، وجاء أجلي ، وأنا أخاف أن أبقى بعدك.

قال : فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات ، وهو ساكت لا يجيبني ، ثم نهض في الثالثة ، وقال : لا تبرح.

فدخل بيتا كان يخلو فيه ، فصلى ركعتين ، يطيل فيهما ، ودعا فأطال الدعاء.

ثم دعاني ، فدخلت عليه ، فبينا أنا عنده ، إذ دخل عليه العبد الصالح ، وهو غلام حدث ، وبيده درة ، وهو يبتسم ضاحكا.

فقال له أبوه : بأبي أنت وأمي ، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟

فقال : كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له ، فأخذتها منه.

فقال : ادن مني.

فالتزمه ، وقبله ، وأقعده إلى جانبه ، ثم قال : إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف.

قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، زدني.

فقال : ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشئ مثله.

قال : فقلت : زدني.

قال : فقال : ترى ابني هذا؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي.

قال : قلت : يا سيدي زدني.

قال : إن أبي كان إذا دعا ، فأحب أن يستجاب له ، وقفني عن يمينه ، ثم دعا وأمنت ، وإني لأفعل ذلك بابني هذا ، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك كما كان أبي يدعو لي - وابني هذا يؤمن ، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني.

قال : فقلت : يا سيدي زدني.

قال : أترى ابني هذا؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.

فقلت : يا مولاي ، زدني.

فقال : إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه ، أخرجني معه فرآني أنعس في

ص: 67

الطريق (1) ، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته ، ثم وسدني ذراعي (2) ، وناقتانا (3) مقترنان ما يفترقان ، فنكون كذلك الليلتين والثلاث ، وإن ابني يصنع هذا ، على ما ترى من حداثة سنه ، كما كنت أصنع.

قال : قلت : يا مولاي ، زدني.

قال : إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بخط علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، وإني لأئتمن ابني هذا عليه ، فهي عنده اليوم.

قال : قلت : يا مولاي ، زدني.

قال : قم ، فخذ بيده فسلم عليه ، فهو مولاك وإمامك من بعدي ، لا يدعيها فيما بيني وبينه - أحد إلا كان مفتريا.

يا فلان ، إن أخذ الناس يمينا وشمالا ، فخذ معه ، فإنه مولاك وصاحبك ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال : فقمت إليه ، فأخذت بيده ، فقبلتها وقبلت رأسه ، وسلمت عليه ، وقلت : أشهد أنك مولاي وإمامي.

قال : فقال لي : أجل ، صدقت ، وأصبت ، وقد وفقت ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال : قلت له : بأبي أنت وأمي ، أخبر بهذا؟

قال : نعم ، فأخبر به من تثق به ، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وارفق بالناس ، ولا تلقين (4) بينهم أذى.

قال : فقمت فأتيت فلانا وفلانا ، وهما في الرحل ، فأخبرتهما الخبر.

وأما فلان : فسلم وقال : سلمت ورضيت ،

وأما فلان : فشق جيبه وقال : لا والله ، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.

ص: 68


1- وفي الكشى : فنعس وهو على راحلته.
2- كذا في النسختين ، وفي الكشى : فوسدته ذراعي.
3- هذا هو الصحيح ، وكان في النسختين : وناقتان.
4- هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : لا تلقون.

ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته ، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله (علیه السّلام).

قال : فاستأذنا ، فأذن لي قبله ، ثم أذن له ، فدخل.

فقال له أبو عبد الله (علیه السّلام) : يا فلان ( أيريد كل امرئ منكم ( أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) ) (1)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق ، فخذ به.

قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، أنا أحب أن أسمعه من فيك.

فقال : ابني موسى (علیه السّلام) إمامك ومولاك ( من - خ ) بعدي ، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.

قال : فالتفت إلي - وكان رجلا (2) له قبالات يتقبل بها ، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال : ( رزقه ) (3).

قال : فقال أبو عبد الله : إن ( رزقه ) بالنبطية : خذ هذا ، أجل خذها (4).

ص: 69


1- مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر.
2- في النسختين : وكان رجل.
3- كذا في البحار ، في الموضعين ، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء.
4- روى المسعودي في اثبات الوصية ( ص 187 ) عن ( ابراهيم بن مهزيار ) بسنده مثله ، وروى الصفار في البصائر ( ص 336 ) عن محمد بن عبد الجبار ، عن اللؤلؤي ، عن أحمد بن الحسن ، عن الفيض بن المختار ، قطعة منه نحوه ، ونقله عنه في البحار ( 47 / 83 و 48 / 14 ) ، ورواه الكليني في الكافي ( 1 / 309 ) عن محمد بن يحيى وأحمد بن ادريس ، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر. وعن الكافي في اعلام الورى (297) وإثبات الهداة ( 5 / 470 ) ، وروى الكشي ( ص 354 رقم 663 ) عن جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن الميثمي ، عن ابن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار ، وعنه ، عن علي بن اسماعيل ، عن أبي نجيح عن الفيض ، مثله ، وعنه البحار ( 48 / 26 ) وروي في إرشاد المفيد (324) عن عبد الأعلى عن الفيض ، قطعة منه. واعلم أن الكشي ذكر ( في الموضع المذكور ) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله (علیه السّلام) نصه عليه ابنه موسى بن جعفر (علیه السّلام) ، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل ، فان من المحتمل قويا أن يكون ( أبو جعفر الضرير ) هو محمد بن الفيض بن المختار ، راويا عن أبيه الفيض. وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله ( ص 240 ) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر ، فنحتمل فيه التصحيف ، وأن الصحيح : ابنه ( أبو ) جعفر. وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير ( محمد ) وقد جاءت روايته في الاقبال ( ص 10 ) في زيارة الصادق (علیه السّلام) نقله في البحار ( ج 101 / ص 98 ) كما انا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال ، بل المذكور ، هو محمد بن الفيض بن المختار ، كما في رجال الشيخ ( ص 298 رقم 287 ) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة.

57 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد (1) ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) يوما ، ونحن عنده ، لعبد الله : اذهب في حاجة كذا وكذا ،

فقال له : وجه فلانا ، فإنه لا يمكنني ، ونحو ذلك ،

قال : فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله (علیه السّلام) ، وهو يقول :

اللهم العنه ، أبى الله أن لا يعبد ، وإن رغم أنفك ، يا فاجر.

ثم دعا أبا الحسن موسى (علیه السّلام) ، فقال لنا :

عليكم بهذا بعدي ، فهو - والله - صاحبكم(2) .

58 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن حمزة القمي ، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال :

سمعت أبا الحسن موسى (علیه السّلام) ، يقول :

لعن الله عبد الله ، فلقد كذب على أبي (علیه السّلام) ، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (3).

ص: 70


1- لاحظ الحديث (65) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده ، كما أن الهدف منهما واحد ، وهو تحرز الامام (علیه السّلام) من عبد الله ، والسعي في ابعاده عن الحديث المتداول بين الامام وأصحابه.
2- (11) رواه الكليني في الكافي ( 1 / 310 ) عن أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار ، عن ( صفوان ) بسنده ، وأورد ذيله من قوله ثم دعا ... - الخ - ونقله عنه في البحار : 48 ص 19 ح 25.
3- لم نعثر له على مصدر تخريج.

14 - باب ابطال إمامة إسماعيل بن جعفر

59 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى :

عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن المختار ، عن الوليد بن صبيح ، قال :

جاءني رجل فقال : تعال ، حتى أريك ابن الرجل ، قال : فذهبت معه.

قال : فجاء بي (1) إلى قوم يشربون ، فيهم إسماعيل بن جعفر.

قال : فخرجت مغموما ، فجئت إلى الحجر ، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت ، يبكي ، قد بل أستار الكعبة بدموعه.

قال : فرجعت ، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت ، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه.

قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال :

لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3).

ص: 71


1- كذا في الاكمال ، وكان في النسختين : فجاءني.
2- كذا في النسختين ، وفي الاكمال : فخرجت أشتد.
3- رواه في الاكمال ( ج 1 ص 70 ) عن ابن الوليد عن سعد ، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا ، ونقله في البحار ( 47 / 247 ) ، وقال الصدوق في ذيل الرواية : وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي ، فكيف يجوز أن ينص عليه بالامامة مع صحة هذا القول منه فيه.

15 - باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر

60 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران أو غيره :

عن أبي الحسن موسى (علیه السّلام) : قال : قلت له : أكان عبد الله إماما؟

فقال : لم يكن كذلك ، ولا أهل لذلك ، ولا موضع ذاك (1).

61 - وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : لما مضى أبو عبد الله (علیه السّلام) ، ارتحلت إلى المدينة ، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر ، فدخلت إليه ، فقلت : أنت الإمام بعد أبيك؟

فقال : نعم.

فقلت : إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة ، ويسألونك؟

فقال لي : سل.

فقلت : أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال : خمسة دراهم.

فقلت : ففي مائة؟ فقال : درهمين (2) ونصف.

فخرجت من عنده ، ودخلت مسجد الرسول (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وأبو الحسن موسى (علیه السّلام) جالس ، فجلست مقابله ، وأنا أقول في نفسي : إلى أين؟ إلى أين؟ إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟

ص: 72


1- لم نعثر له على مصدر تخريج.
2- كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي : درهمان ، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو ( درهمان ) بالرفع ، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط في الحكم والمعنى!

(2) فقال أبو الحسن (علیه السّلام) : إلي لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية.

فقمت ، وقبلت رأسه (1).

62 - وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لعبد الله بن جعفر : أنت إمام؟

فقال : نعم.

فقلت : إن الشيعة تروي : أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فما عندك منه؟

فقال : عندي رمحه.

ولم يعرف لرسول الله رمح (2).

63 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

كان يلوم عبد الله ، ويعاتبه ، ويعظه (3) ويقول :

ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فو الله ، إني لأعرف النور في وجهه.

فقال عبد الله : أليس أبي وأبوه واحدا ، وأمي وأمه واحدة؟ (4)

فقال أبو عبد الله (علیه السّلام) : إنه (5) من نفسي ، وأنت ابني (6).

ص: 73


1- روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان : روي ان عبد الله الأفطح لما ادعى الامامة دخل اليه جماعة من الشيعة ليسألوه ... ، وروى ذيله في ص 191 بقوله : روي عن هشام بن سالم.
2- لم نعثر له على مصدر تخريج.
3- كذا في ( ب ) ، لكن في ( أ ) : ويعاطبه ويعطبه ، بدل الكلمتين الاخيرتين.
4- في ارشاد المفيد واعلام الورى والبحار : أصلي وأصله واحد.
5- هكذا في المصادر والجوامع ، وفي الأصل : إن إسماعيل.
6- أورده الكليني في الكافي ( 1 / 310 ) عن ( محمد بن يحيى ) بسنده مثله ورواه المفيد في الارشاد ( ص 325 ) عن الفضيل ، عن طاهر بن محمد ، مثله ونقله عنهما في البحار ( 48 / 18 و 19 ) ، وانظر اثبات الهداة ( 5 / 471 ) واعلام الورى (298).

64 - وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، جالسا بمنى ، فسألته عن مسألة ، وعبد الله جالس عنده ، فقال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

يا أبا بصير ، هيه الآن.

فلما قام عبد الله ، قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : تسألني ، وعبد الله جالس؟! فقال أبو بصير : وما لعبد الله؟

قال : مرجئ صغير. (1)

65 - وعنه ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن سليمان بن خالد (2) ، قال :

كنا عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فقال : كفوا عما تسألون (3).

فأمرنا بالسكوت ، حتى قام عبد الله وخرج من عنده ، فقال لنا أبو عبد الله (علیه السّلام) :

إنه ليس على شيء مما أنتم عليه ، وإني لبريء منه ، برئ الله منه (4)!

ص: 74


1- لم نعثر له على مصدر تخريج.
2- راجع الحديث (57) وما أشرنا اليه في هامشه هناك.
3- وكان في النسختين : تسألوا.
4- لم نعثر له على مصدر تخريج.

16 - باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف

66 - أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمان ، قال :

مات أبو الحسن (علیه السّلام) ، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ،

وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ،

وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ،

وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير ، وست من الجواري.

قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا (علیه السّلام) فيهن وفي المال.

فكتب إليه : إن أباك لم يمت.

فكتب اليه : « إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الأخبار بموته » واحتج عليه.

فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1).

ص: 75


1- روى الصدوق في العلل ( 1 / 235 ) صدر هذا الحديث من أوله الى قوله : ثلاثون ألف دينار ، بروايته عن ابن الوليد ، عن العطار ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله ، وروى ذيله في ( ص 236 ) بقوله : وبهذا الاسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال : أحد القوام عثمان بن عيسى الرواسي ... لكن أضاف في أول سند الذيل ، روايته له عن ( أبيه ) وهو مؤلف كتابنا ، وكذلك عمل الصدوق في العيون ، فأورد الصدر في ( ج 1 ص 91 ) والذيل في ( ص 92 ) ورواه الكشي في رجاله ( ص 493 برقم 946 ) صدرا ، و ( ص 598 رقم 1120 ) ذيلا وأول سنده : علي بن محمد ، ومحمد بن أحمد ( بن يحيى العطار ) الى آخر ما أورده الصدوق ، ورواه في البحار : 48 / 253 عن الكتب المذكورة. ورواه الطوسي في الغيبة ( ص 42 ) صدرا فقط ، عن الكليني عن العطار بسنده ، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة ( ص 43 ) ما يلي : روى محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري ، جميعا عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن بعض أصحابه ، قال : مضى أبو ابراهيم (علیه السّلام) وعند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ، ومسكنه بمصر ، فبعث اليهم أبو الحسن الرضا (علیه السّلام) أن : احملوا ما قبلكم من المال ، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار ، فاني وارثه ، وقائم مقامه ، وقد اقتسمنا ميراثه ، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم ، وكلام يشبه هذا. فأما ابن أبي حمزة ، فانه أنكره ، ولم يعترف بما عنده ، وكذلك زياد القندي ، وأما عثمان بن عيسى ، فانه كتب اليه : إن أباك صلوات الله عليه لم يمت ، وهو حي قائم ، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل. واعمل على أنه قد مضى ، كما تقول ، فلم يأمرني بدفع شيء اليك ، وأما الجواري ، فقد أعتقتهن ، وتزوجت بهن.

ص: 76

17 - باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام

67 - أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن النجاشي الأسدي ، قال :

قلت للرضا (علیه السّلام) : أنت صاحب هذا الأمر؟

قال : إي - والله - على الإنس والجن (1).

68 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد الشامي ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن مولى أبي عبد الله ، عن أبي الحكم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (2) عن يزيد بن سليط الزيدي ، قال (3) :

لقينا أبا عبد الله (علیه السّلام) في طريق مكة ، ونحن جماعة ، فقلت له :

بأبي أنت وأمي ، أنتم الأئمة المطهرون ، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي

ص: 77


1- اثبته في بحار الانوار ( ج 49 ص 106 / 35 ) نقلا عن كتاب ( الإمامة والتبصرة ، لعلي بن بابويه ) ( عن أحمد بن ادريس ). ورواه الصدوق في العيون ( 1 / 21 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، لكن لم يرد في ما أورده الصدوق في العيون ، ذكر كلمة ( بن ) بين النجاشي وكلمة العباس.
2- في الكافي : قال أبو الحكم : وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي ، عن يزيد بن سليط.
3- في الكافي : عن يزيد بن سليط ، قال : لقيت أبا إبراهيم (علیه السّلام) ، ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق ، فقلت : جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال : نعم ، فهل تثبته أنت؟ قلت : نعم ، إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد الله (علیه السّلام) ومعه إخوتك ، فقال له أبي : بأبي أنت وأمي ، أنتم كلكم أئمة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد ، فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل. قال : نعم يا أبا عبد الله ، هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم - وأشار إليك - وقد علم الحكم والفهم ... الخ.

شيئا ألقيه إلى من يخلفني.

فقال لي : نعم هؤلاء ولدي ، وهذا سيدهم - وأشار إلى موسى (علیه السّلام) ابنه - ، وفيه علم الحكم ، والفهم ، والسخاء ، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا - من أمر دينهم - ، وفيه حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله ، وفيه أخرى هي خير من هذا كله.

فقال أبي : ما هي بأبي أنت وأمي؟

قال : يخرج الله منه غوث هذه الأمة وغياثها ، وعلمها ، ونورها ، وفهمها ، وحكمتها ، خير مولود ، خير ناشئ ، يحقن الله به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلم به الشعث ، ويشعب به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، وينزل به القطر ، ويؤمن به العباد (1).

خير كهل ، وخير ناشئ ، تسر (2) به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم ، وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه.

قال : فقال أبي : بأبي أنت ولد بعد؟ (3)

قال : نعم.

ثم قطع الكلام (4).

قال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن (علیه السّلام) بعد ، فقلت له :

بأبي أنت وأمي ، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك.

قال : فقال : كان أبي في زمن ليس هذا زمانه.

قال يزيد : فقلت : من يرض (5) منك بهذا ، فعليه لعنة الله!

قال : فضحك ، ثم قال : أخبرك يا با عمارة : أني خرجت من منزلي ،

ص: 78


1- في العيون : ويأتمر له العباد.
2- في العيون : يبشر ، وفي الكافي : يسود عشيرته من قبل ...
3- في العيون : فيكون له ولد بعده.
4- في الكافي : قال يزيد : فجاءنا من لم نستطع معه كلاما.
5- كذا في ( ب ) وكان في ( أ ) : من لم يرض ، وفي الكافي والعيون : فمن يرضى.

فأوصيت بالظاهر إلى بني ، وأشركتهم مع علي ابني ، وأفردته بوصيتي في الباطن.

ولقد رأيت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) في المنام ، وأمير المؤمنين (علیه السّلام) معه ، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة.

قلت له : ما هذا؟

فقال : أما العمامة : فسلطان الله.

وأما السيف : فعزة الله.

وأما الكتاب : فنور الله.

وأما العصا : فقوة الله.

وأما الخاتم : فجامع هذه الأمور.

ثم قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : والأمر يخرج إلى علي - (علیه السّلام) ابنك.

قال : ثم قال : يا يزيد ، إنها وديعة عندك ، فلا تخبرها (1) إلا عاقلا ، أو عبدا امتحن الله قلبه ، أو صادقا ، ولا تكفر (2) نعم الله.

وإن سئلت عن الشهادة ، فأدها ، فإن الله - تبارك وتعالى - يقول : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (3) وقال : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ). (4)

فقلت : والله ما كنت لأفعل ذلك أبدا.

قال : ثم قال أبو الحسن (علیه السّلام) : ثم وصفه لي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فقال : علي ابنك الذي ينظر (5) بنور الله ، ويسمع بفهمه (6) وينطق بحكمته ،

ص: 79


1- في العيون : فلا تخبر بها.
2- وردت هذه الكلمة في ( أ ) بتشديد الفاء.
3- الآية (58) من سورة النساء 4.
4- الآية (140) من سورة البقرة 2.
5- كذا في العيون ، وكان في النسختين : ينطق.
6- في العيون : بتفهيمه.

يصيب فلا يخطئ ، ويعلم فلا يجهل ، يعلم (1) حكما وعلما.

وما أقل مقامك معه ، إنما هو شيء كأن لم يكن (2) ، فإذا رجعت من سفرك ، فأوص وأصلح أمرك ، وافرغ مما أردت ، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره (3) فاجمع ولدك ، وأشهد الله عليهم جميعا ، ( وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ).

ثم قال : يا يزيد ، إني أؤخذ في هذه السنة ، والأمر إلى ابني علي ، سمي علي وعلي :

أما علي الأول : فعلي بن أبي طالب.

وأما علي الآخر : فعلي بن الحسين.

أعطي فهم الأول ، وحكمته ، وبصره ووده ، ودينه ومحنة الآخر ، وصبره على ما يكره.

وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين ، فإذا مضت أربع سنين ، فاسأله عما شئت يجبك ، إن شاء الله تعالى. (4)

ثم قال : يا يزيد ، فإذا مررت بهذا الموضع ، ولقيته ، وستلقاه ، فبشره ، أنه سيولد له غلام أمره ميمون (5) مبارك.

وسيعلمك : أنك لقيتني ، فأخبره عند ذلك : أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية ، جارية رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك.

قال يزيد : فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم - عليا (علیه السّلام) - ، فبدأني ، فقال لي : يا يزيد ، ما تقول في العمرة؟

ص: 80


1- في العيون : قد ملئ حلما وعلما.
2- من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة ( ب ) ، وقد ترك له في المصورة أكثر من سبع صفحات من (57) إلى (65) ، وانظر ما كتبناه في المقدمة بعنوان : عملنا في التحقيق.
3- كتب فوق كلمتي ( عنه وغيره ) : عنهم وغيرهم ، عن نسخة ، ولاحظ الكافي.
4- إلى هنا ينتهي الحديث في العيون.
5- كتب في الهامش : وأميره مأمون.

فقلت : فداك أبي وأمي ، ذلك إليك ، وما عندي نفقة.

فقال : سبحان الله ، ما كنا نكلفك ولا نكفيك.

فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع ، ابتدأني فقال : يا يزيد ، إن هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا ، فقلت : نعم ، ثم قصصت عليه الخبر.

فقال لي : أما الجارية فلم تجئ بعد ، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام.

فانطلقت (1) إلى مكة واشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت ، فولدت ذلك الغلام.

قال يزيد : وإن كان إخوة علي يرجون أن يرثوه (2) فعادوني من غير ذنب.

فقال لهم إسحاق بن جعفر : والله ، لقد رأيته (3) وإنه ليقعد من أبي إبراهيم (علیه السّلام) المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (4).

ص: 81


1- كذا في الأصل ، ولكن في الكافي ، فانطلقنا.
2- كذا في الكافي ، وكان في الأصل : يرشوه ، بالشين.
3- كذا في الكافي ، وكان في الأصل : رأيت.
4- من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة ( أ ) وقد ترك له مقدار سطر واحد فقط. والحديث نقله المجلسي في البحار ( ج 50 ص 28 ) عن كتابنا هذا ، ورواه الصدوق في العيون ( 1 / 19 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد وابن المتوكل والعطار وابن ماجيلويه ، جميعا عن محمد بن يحيى العطار الى قوله (علیه السّلام) : ( إلا بعد هارون بأربع سنين ) وفيه : الحسين مولى أبي عبد الله بدل الحسن ، ونقله عنه في البحار ( ج 48 ص 12 ) و ( ج 49 ص 11 ) ورواه في الكافي ( 1 / 313 ) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي ، عن ( أبي الحكم ) الأرمني [ وقطعة منه في إرشاد المفيد ( ص 344 ) وغيبة الطوسي ( ص 27 ) ] وعنه وعن ابن بابويه في إعلام الورى ( ص 317 ) وفي البحار ( ج 50 ص 25 ح 17 ) عن الاعلام. أقول :وفي باب إمامة الرضا (علیه السّلام) وردت رواية بطريق المؤلف نوردها هنا حتى لا تفوتنا فيما لو كانت ساقطة ضمن النقص الحاصل : روى المؤلف ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، قال : حدثني جماعة من أصحابنا ، عن بكر بن موسى الساباطي قال : كنت عند أبي ابراهيم (علیه السّلام) ، فقال : إن جعفرا كان يقول : سعد من لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم أومى بيده إلى ابنه علي ، فقال : وقد أراني الله خلفي من نفسي. أورده الخزاز في كفاية الأثر ( ص 269 ) نقلا عن الصدوق عن أبيه.

18 - باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية

18 - باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1)

69 - ... الحذاء (2) قال :

سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) ، يقول :

من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال.

70 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي :

ص: 82


1- هذا العنوان هو المناسب للأحاديث التالية برقم ( 69 و 70 و 71 ) وقد أدرج الكليني ما ورد بمضمونها تحت هذا العنوان أيضا ، كما فعل صاحب بحار الأنوار كذلك ، ولاحظ ما ذكرناه في المقدمة عن ( النقص في الكتاب ).
2- بهذه الكلمة تبدأ النسختان بعد النقص الذي وقع فيهما. ونجد رواية الحذاء لهذا الحديث ضمن ما وقع له مع سالم بن أبي حفصة فيما رواه سعد بن عبد الله ( شيخ المؤلف ) في مختصر البصائر ( ص 60 ) : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء. وفيه ( ص 61 ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذاء. ورواه بالسند الثاني الصفار في البصائر ( ص 259 و 510 ) وبالسند الأول في ص 509 ونقله عنه في البحار ( 23 ص 53 و 85 ) و ( 26 ص 176 ). وكذا رواه الكشي ( ص 235 رقم 428 ) وعنه في البحار ( ج 23 ص 80 ). وقد روى الصدوق في الإكمال ( ص 412 ) عن أبيه المؤلف ، وابن الوليد ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم. ونقله في البحار ( ج 23 ص 88 ).

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية (1).

71 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي سعيد المكاري ، عن عمار :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :

قال : سمعته يقول : من مات وليس له إمام ، مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال (2).

ص: 83


1- لم نعثر له على مصدر تخريج.
2- رواه الصدوق عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد ، وابن المتوكل عن سعد والحميري ، جميعا ، عن ( محمد بن عيسى ) بسنده في إكمال الدين ( ج 1 ص 412 ) ونقله في البحار ( 72 ص 134 ).

19 - باب معرفة الامام وانتهاء الأمر اليه بعد مضي الأول

19 - باب معرفة الامام وانتهاء (1) الأمر اليه بعد مضي الأول

72 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط :

عن بعض أصحاب (2) أبي عبد الله (علیه السّلام) ،

قال قلت : الإمام متى (3) يعرف إمامته ، وينتهي الأمر إليه؟

قال : آخر دقيقة من حياة الأول (4).

73 - علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :

ص: 84


1- هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : وانتهاء.
2- في الكافي والبصائر : عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).
3- كذا في الكافي ، وكان في النسختين : شيء بدل متى ، لكن في هامش ( أ ) : ( متى ) ظ.
4- رواه الصفار في البصائر ( ص 477 و 478 ) بأسانيد : (1) عن يعقوب بن يزيد ، عن ( ابن أسباط ) عن بعض أصحابه. (2) عن ( محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ) عن ( ابن أسباط ) ، عن الحكم بن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه ، قالوا : سمعنا أبا عبد الله (علیه السّلام). (3) عن أحمد بن محمد ، عن الأهوازي ، عن ( ابن أسباط ) عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه ، قال : « قلت لأبي عبد الله » ونقلها عنه في البحار ( ج 27 ص 294 ) ورواها الكليني في الكافي ( 1 / 274 و 275 ح 1 و 2 و 3 ) عن ( محمد بن يحيى ) بسنده ، إلا أن فيه : ابن أبي الخطاب ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أسباط.

قال : قلت له : إذا مضى الإمام ، يعلم الذي يكون من بعده ، أنه قد مضى؟

فقال : نعم (1).

74 - محمد بن موسى ، عن محمد بن قتيبة ، عن مؤدب كان لأبي جعفر (علیه السّلام) ، أنه قال :

كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح ، إذ رمى اللوح من يده ، وقام فزعا ، وهو يقول : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، مضى - والله - أبي (علیه السّلام).

فقلت : من أين علمت؟

قال : دخلني من إجلال الله و (2) عظمته شيء لم أعهده.

فقلت : وقد مضى؟!

فقال : دع عنك ذا ، ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك ، واستعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه.

فدخل البيت ، فقمت ، ودخلت في طلبه ، إشفاقا مني عليه ، فسألت عنه ، فقيل : دخل هذا البيت ورد الباب دونه ، وقال : لا تؤذنوا علي أحدا حتى (3) أخرج إليكم.

فخرج مغبرا ، وهو يقول : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، مضى - والله - أبي.

فقلت : جعلت فداك ، وقد مضى؟

فقال : نعم ووليت غسله وتكفينه ، وما كان ذلك ليلي منه غيري.

ثم قال لي : دع عنك هذا ، استعرضني أي القرآن شئت ، أف لك بحفظه.

فقلت : الأعراف.

فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) :

( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ ) (4).

ص: 85


1- لم نعثر له على مصدر تخريج.
2- كذا رسمت الكلمة في النسختين.
3- كلمة حتى لم ترد في ( ب ) ورسم فوقها الحرف ( ظ ) في ( أ ).
4- الآية (171) من سورة الأعراف 7.

فقلت : ( المص ) (1)

فقال : هذا أول السورة ، وهذا ناسخ ، وهذا منسوخ ، وهذا محكم ، وهذا متشابه ، وهذا خاص ، وهذا عام ، وهذا ما غلط به الكتاب ، وهذا ما اشتبه على الناس (2).

ص: 86


1- أول سورة الأعراف 7.
2- لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند ، لكن روى المسعودي في اثبات الوصية ( ص 221 ) عن الحميري ، عن محمد بن عيسى عن الحسين بن قارون عن رجل ذكر أنه كان رضيع أبي جعفر ، قال : بينا أبو الحسن جالسا في الكتاب ، وكان مؤدبه رجلا كرخيا من اهل بغداد يكنى أبا زكريا « الى آخره » وأورد قريبا من حدثنا ، ومثله في بصائر الصفار ( ص 467 ) ورواه عن الصفار في البحار ( ج 27 ص 291 ) وانظر ( ج 50 ص 2 ).

20 - باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام عليه السلام

75 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا :

عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : أصلحك الله ، بلغنا شكواك ، فأشفقنا ، فلو أعلمتنا : من بعدك؟

فقال : إن عليا (علیه السّلام) كان عالما ، والعلم يتوارث ، ولا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.

قلت : أفيسع الناس (1) - إذا مات العالم - أن لا يعرفوا الذي بعده؟!

فقال : أما أهل البلدة (2) فلا ، - يعني المدينة - وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم ، إن الله يقول :

( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ، لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (3).

قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك؟ (4).

ص: 87


1- كذا في ( ب ) والعلل ، وكان في ( أ ) : أيتسع.
2- في العلل : أهل هذه البلدة.
3- الآية (122) من سورة التوبة 9.
4- في العلل : في طلب ذلك.

فقال : هو (1) بمنزلة : ( مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) (2).

قال : قلت : فإذا قدموا ، بأي شيء يعرفون صاحبهم؟

قال : يعطى السكينة والوقار والهيبة (3).

76 - وعنه ، عن علي بن إسماعيل ، وعبد الله بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : قلت له : إذا هلك الإمام ، فبلغ قوما بحضرتهم؟ (4).

قال : يخرجون في الطلب ، ( فإنهم لا يزالون في عذر ما داموا في الطلب ) (5).

قلت : يخرجون كلهم ، أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟

( قال )(6) : إن الله عز وجل يقول :

( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ، وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ، لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (7).

قال : فهؤلاء المقيمون في سعة ، حتى يرجع إليهم أصحابهم (8).

ص: 88


1- كلمة ( هو ) وردت في نقل الكافي للرواية.
2- انظر الآية (100) من سورة النساء 4.
3- رواه الصدوق في العلل ( ص 591 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، ونقله في البحار ( 27 / 295 ) ، ورواه الكليني في الكافي ( ج 1 ص 379 ) عن محمد بن يحيى ، عن ( أحمد بن محمد بن عيسى ) مثله ، وفي البرهان ( 2 / 171 ) عن العلل والكافي. وقطعة منه من قوله : إن عليا (علیه السّلام) كان عالما ... الى قوله : مثل علمه أو ما شاء الله ، وردت في عدة مصادر بعدة أسانيد ، لاحظ منها : مختصر البصائر ( ص 62 ) ، والكافي ( 1 / 221 ) ، والاكمال ( ص 223 ) وانظر البحار ( ج 23 ص 39 ).
4- في علل الشرائع : فبلغ قوما ليس بحضرتهم ، وفي نسخة منه : ليسوا بحضرته.
5- ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل ، والكافي.
6- كلمة « قال » وردت هنا في العلل.
7- الآية (122) من سورة التوبة 9.
8- رواه الصدوق في العلل ( ص 591 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، وعنه في البحار ( 27 / 295 ) والبرهان ( 2 / 172 ).وروى الكليني في الكافي ( ج 1 ص 378 ) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ( صفوان ) عن ( يعقوب بن شعيب ) قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : إذا حدث على الإمام حدث ، كيف يصنع الناس؟قال : أين قول الله عز وجل : ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ، وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )؟ هم في عذر ما داموا في الطلب ، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم.

77 - وعنه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد الأعلى ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :

إن بلغنا وفاة الإمام ، كيف نصنع؟

قال : عليكم النفير ،

قلت : النفير جميعا؟

قال : إن الله يقول :

( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) الآية (1).

قلت : نفرنا ، فمات بعضهم في الطريق؟

قال : فقال : إن الله يقول :

( وَمَنْ يَخْرُجْ ) (2) ( مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً ) (3) ( إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ) (4).

ص: 89


1- من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة ( أ ) وقد ترك له مقدار سطرين كاملين فقط.
2- من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة ( ب ) وقد ترك له أكثر من أربع صفحات من أواخر ص (68) الى أول ص (73).
3- الزيادة من رواية العلل ، والآية (100) من سورة النساء 4.
4- رواه في العلل ( ص 591 ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله ، لكن في سنده الحميري ومحمد بن عبد الله بن جعفر ، فلاحظه نقله عنه في البحار ( 27 / 296 ) والبرهان ( 2 / 172 ). وقد وردت عدة روايات عن ( عبد الأعلى ) ورد فيها مثل هذا السؤال. فلاحظ تفسير العياشي ( ج 2 ص 118 ) والبحار ( ج 27 ص 296 ). وراجع الكافي ( 1 / 378 ) في حديث طويل.

21 - باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام

21 - باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام (1)

78 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : من عرف الأئمة ولم يعرف الإمام الذي في زمانه ، أمؤمن هو؟

قال : لا ،

قلت : أمسلم؟

قال : مسلم (2).

79 - وعنه (3) عن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

من أنكر واحدا من الأحياء ، فقد أنكر الأموات (4).

ص: 90


1- هذا العنوان غير موجود في المخطوطتين ، وإنما وضعناه لمناسبته للحديثين التاليين : ( 78 و 79 ).
2- وهذا الحديث سندا ومتنا أورده الصدوق « إبن المؤلف » في كتابه ( إكمال الدين ) بروايته عن أبيه ( المؤلف ) ، عن سعد ، الى آخر ما أثبتنا من السند والمتن ولم يرد في النسختين من هذا الحديث سوى قوله : أمسلم؟ قال : مسلم. وقد ورد الذيل في الاكمال هكذا : أمسلم هو؟ قال : نعم. فلاحظ إكمال الدين ( 2 / 410 ) وعنه البحار ( 23 / ص 96 ) وإثبات الهداة ( 1 / 219 ).
3- أشرنا في التعليقة على الحديث رقم (78) أن في النسختين بياضا والظاهر أن الضمير هنا يرجع الى سعد ابن عبد الله للسند المذكور في الرواية السابقة ، وسند هذه الرواية - نفسها - في كتاب الاكمال.
4- رواه الصدوق في الاكمال ( ج 2 ص 410 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ونقله في البحار ( ج 23 ص 95 ) واثبات الهداة ( 1 / 219 ).ورواه في الكافي ( 1 / 373 ) عن الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ( صفوان ) عن ابن مسكان قال : سألت الشيخ عن الأئمة :؟ قال : من أنكر ... ونقله عن ( الكليني ) النعماني في الغيبة ( ص 130 ) والعاملي في الاثبات ( 1 / 167 ) وروى النعماني ( ص 129 ) بسنده عن حمران بن أعين قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن الأئمة فقال : وأورد مثله ، ونقله في البحار.

22 - باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى

80 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد : عن جعفر ، عن أبيه (علیهما السّلام) ، قال :

من أشرك مع إمام - إمامته من عند الله - من ليس إمامته من عند الله كان مشركا بالله (1).

ص: 91


1- رواه الكليني في الكافي ( 1 / 373 ) مثله سندا ومتنا ، إلا أنه ليس فيه ( عن أبيه (علیه السّلام) ) وبدل كلمة ليس ، في الكافي : ليست. ورواه النعماني في الغيبة ( ص 130 ) عن الكليني ، لكن فيه : ابن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام). ونقله في البحار ( ج 23 ص 78 ) عنهما.

23 - باب النوادر

81 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن عبد الرحمان بن سليمان ، عن أبيه :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) :

عن الحارث بن نوفل :

قال : قال علي (علیه السّلام) لرسول الله (1) : يا رسول الله ، أمنا الهداة؟ أو من غيرنا؟

قال : بل منا الهداة إلى يوم القيامة ، بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك ، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة ، كما أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك ، وبنا يختم الله ، كما بنا فتح الله (2).

82 وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن جليس له (3) ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) : قال : قلت له : قول الله تعالى :

( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (4)؟

قال : يا فلان ، فيهلك كل شيء ، ويبقى الوجه؟ الله أعظم من أن يوصف (5)

ص: 92


1- كذا في الإكمال ، وكان في النسختين : قال : قال لي علي يا رسول الله.
2- رواه الصدوق في الإكمال ( ج 1 ص 230 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد عن الحميري بسنده ، باختلاف يسير. وعنه في البحار ( 23 ص 42 ) والاثبات ( 2 / 365 ).
3- في التوحيد والمعاني والمحاسن : عن جليس لأبي حمزة ، وأضاف في المحاسن : الثمالي.
4- الآية (88) من سورة القصص 28.
5- في التوحيد والمعاني : أن يوصف بالوجه.

ولكن معناها : كل شيء هالك إلا دينه ، ونحن (1) الوجه الذي يؤتى الله منه (2) لن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روية (3) فإذا لم تكن فيهم روية ، رفعنا ، فصنع ما أحب (4).

83 - وعنه ، عن محمد بن (5) عمرو الكاتب ، عن علي بن محمد الصيمري ، عن علي بن مهزيار :

قال : كتبت إلى أبي الحسن ( صاحب العسكر ) (6) (7) : أسأله عن الفرج؟

فكتب (8) :

إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج (9).

84 - وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول :

ص: 93


1- كلمة ( نحن ) لم ترد في التوحيد والمعاني والمحاسن.
2- هنا ينتهي الحديث في التوحيد والمعاني والمحاسن.
3- في الإكمال والبصائر ( ح 3 ) إضافة ما يلي : قلت : وما الروية؟ قال : الحاجة.
4- رواه الصدوق في التوحيد ( ص 149 ) والمعاني ( ص 12 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن ( سعد ) عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وفي الإكمال ( 1 / 231 ) عن العطار عن ( سعد ) مثله ، ونقله عن هذه الكتب في البحار ( ج 4 ص 5 ) و ( ج 24 ص 200 ) ، ورواه الصفار في البصائر ( ص 66 ) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ( محمد بن إسماعيل ) وليس فيه : عن جليس له ، وفي ( ص 65 ) عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ( منصور ) مثله ، ورواه البرقي في المحاسن ( 1 / 218 ) عن ( محمد بن إسماعيل بن بزيع ) مثله ، ونقله عنه في البحار ( ج 68 ص 96 ) وانظر البرهان ( 3 / 241 ). وسيأتي حديث بمعناه - ذيلا - في المستدرك برقم (36).
5- في الاكمال : عمر.
6- ما بين المعقوفين ، ورد في الاكمال وإثبات الوصية.
7- (علیه السّلام)
8- في إثبات الوصية : فوقع.
9- رواه في البحار ( ج 52 ص 150 ) عن كتابنا هذا بقوله : عن عبد الله بن جعفر الحميري ... ورواه الصدوق في الاكمال ( ج 1 ص 380 ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، مثله ، وأورد بعده مباشرة : عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ( علي بن محمد بن زياد ) قال : كتبت ... وأورد مثله ، ونقله عنه في البحار ( ج 52 ص 150 ) وإثبات الهداة ( ج 6 ص 422 ). ورواه المسعودي في إثبات الوصية ( ص 259 ) عن ( علي بن محمد بن زياد الصيمري ).

في صاحب هذا الأمر أربعة سنن من أربعة أنبياء :

سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :

فأما من موسى : فخائف يترقب ،

وأما من يوسف : فالسجن (1) ، وأما من عيسى : فقيل : إنه مات ، ولم يمت ، وأما من محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : فالسيف (2).

85 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام) عن هذا الأمر ، متى يكون؟

قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه (3).

86 - محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن الفضيل ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

كان في بني إسرائيل نبي وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة ، فأخبر بذلك قومه.

فقالوا : والله إذا كان ، ليفعلن وليفعلن.

فأخره الله إلى خمس عشرة سنة.

ص: 94


1- في غيبة الطوسي : فالغيبة ، وفي بعض نسخ الإكمال : فالحبس بدل : السجن.
2- رواه البحار ( ج 51 ص 217 ) عن كتابنا هذا ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، ورواه الصدوق في الاكمال ( ج 1 ص 326 وص 152 ) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد ، عن الحميري ، مثله ، ونقله عنه في البحار ( ج 51 ص 216 ) ، ورواه الطوسي في الغيبة ( ص 261 ) عن محمد الحميري عن ( أبيه ) عن محمد بن عيسى ، ورواه المسعودي في إثبات الوصية ( ص 257 ) باختلاف كبير.
3- رواه في البحار ( ج 52 ص 268 ) عن كتابنا هذا.

وكان فيهم من وعده الله النصرة إلى خمس عشرة سنة.

فأخبر بذلك النبي (علیه السّلام) قومه.

فقالوا : ما شاء الله.

فعجله الله لهم في خمس عشرة ليلة (1).

87 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ،

قال : كنت عنده ، إذ دخل عليه مهزم ، فقال له :

جعلت فداك ، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره ، متى هو؟

قال : يا مهزم ، كذب الوقاتون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلمون ، وإلينا يصيرون (2).

تم كتاب الإمامة ، بحمد الله ، وحسن توفيقه ، ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.

ص: 95


1- رواه في البحار ( ج 4 ص 112 ) عن كتابنا هذا.
2- رواه في البحار ( ج 52 ص 104 ) عن كتابنا هذا. وفي غيبة الطوسي ( ص 262 ) عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي نجران ، عن ( صفوان ) ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم : عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : من وقت لك من الناس شيئا ، فلا تهابن أن تكذبه ، فلسنا نوقت لأحد وقتا ، وفي الكافي ( 1 / 368 ) عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمان بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام) ، إذ دخل عليه مهزم فقال : ... وأورد مثله ، ونقله الطوسي في الغيبة ( ص 262 ) وفيه : مهزم الأسدي ، وكذلك النعماني في الغيبة ( ص 104 ). ولاحظ حديثا عن الوقت في غيبة النعماني ( ص 157 ).

ص: 96

المستدرك.

لامامة والتبصرة من الحيرة في ما رواه الصدوق عن والده ( المؤلف (رحمه الله) ) في تمام هذا الموضوع.

ص: 97

ص: 98

24 - باب امامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبي الحسن علي الهادي

لاحظ ح 46 من كتابنا في نص أبي الحسن الرضا (علیه السّلام) في ولده.

وح 94 « حديث اللوح » وفيه : « وعلي وليي وناصري ... لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار.

وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بأنه رحمة للعالمين ... الخ ».

ولاحظ ح 93 « حديث الخضر » وفيه :

« وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ... الخ ».

و ح 103 وفيه : « بعد الحسن والحسين في الأعقاب بعد الأعقاب ».

ص: 99

25 - باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع)

88 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري (علیه السّلام) ، فقال :

يا أحمد ، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب؟

فقلت له : يا سيدي ، لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم ، إلا قال بالحق ،

فقال : - احمد الله على ذلك - يا أحمد ، أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة ، وأنا ذلك الحجة ، أو قال : أنا الحجة(1).

89 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري : ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب (2).

ص: 100


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 222 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 38 ح 67.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 40 عن أبيه وعنه في البحار : 50 / 325 ح 1 وأورده في اعلام الورى : 376 وارشاد القلوب : 381.

26 - باب إمامة القائم (علیه السّلام)

90 - سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ،

قال : قلت له : تكون الأرض بغير إمام؟ قال : لا (1).

قلت : أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال : لا ، إلا وأحدهما صامت.

قلت : فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده؟ قال نعم.

قال : قلت القائم إمام؟

قال : نعم ، إمام ابن إمام ، قد اؤتم به قبل ذلك (2).

91 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (3).

ص: 101


1- إلى هنا يتحد هذا الحديث مع ما أورده المؤلف في كتابنا هذا برقم (6) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير ، فلاحظ.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 223 ح 17 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 107 ح 7 ، وذكر قطعة منه في البحار : 23 / 50 ح 97 عن بصائر الدرجات : ص 485 ح 5 ، وفي البحار : 23 / 55 ح 117 عن غيبة النعماني : 138 وأورد ( قطعة ) في الكافي : 1 / 178 ح 4 بإسناده : عن الحسين بن أبي العلاء باختلاف يسير.
3- آية 158 سورة الأنعام 6.

فقال : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم (علیه السّلام) فيومئذ ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ ) قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه (علیهم السّلام) (1).

ص: 102


1- رواه الصدوق فى الاكمال : 1 / 18 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 51 ح 25 ، وفي الاكمال : 2 / 336 ح 8 مرسلا ( مثله ).

27 - باب في ذكر حديث اللوح ، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري

92 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ، والحسن بن طريف جميعا : عن بكر بن صالح (1) ،

عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

قال أبي (علیه السّلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟

فقال له جابر : في أي الأوقات شئت ،

فخلى به أبو جعفر (علیه السّلام) ، قال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد ( ي ) أمي فاطمة بنت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا ،

فقال جابر : أشهد بالله ، أني دخلت على أمك فاطمة (علیها السّلام) في حياة رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أهنئها بولادة الحسين (علیه السّلام) ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي ، يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟

ص: 103


1- ورواه المؤلف أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر ، فلاحظ السند في كمال الدين.

فقالت : هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) فيه اسم أبي ، واسم بعلي ، واسم ابني ، وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك.

قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة (علیها السّلام) ، فقرأته وانتسخته ،

فقال له أبي (علیه السّلام) : فهل لك - يا جابر - أن تعرضه علي؟

فقال : نعم ، فمشى معه أبي (علیه السّلام) ، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ،

فقال : يا جابر ، انظر أنت في كتابك ، لأقرأه أنا عليك.

فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي (علیه السّلام) ، فو الله ما خالف حرف حرفا قال جابر : فإني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؛ هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي.

إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، قاصم الجبارين ( ومبير المتكبرين ) ومذل الظالمين ، وديان يوم الدين ، إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته ( عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ) فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ،

إني لم أبعث نبيا ، فأكملت أيامه وانقضت مدته ، إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ،

وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ،

أولهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سمي (1) جده المحمود ،

ص: 104


1- في البحار : شبيه ، وفي الاختصاص : شبه.

محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ،

حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أوليائه وأشياعه وأنصاره ، وانتجبت « بعد » (1) موسى « فتنة » (2) عمياء حندس ، لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبدا ،

ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ،

ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض من دمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع عنهم الآصار والأغلال

ص: 105


1- في الاختصاص : بعده ، وأتيحت فتنة.
2- في الاختصاص : بعده ، وأتيحت فتنة.

( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1).

قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (2).

93 - سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس ، جميعا قالوا : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي (علیها السّلام) قال : أقبل أمير المؤمنين (علیه السّلام) ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي (رضی الله عنه) ، وأمير المؤمنين متكئ ، على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين (علیه السّلام) فرد (علیه السّلام) فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين (علیه السّلام) : سلني عما بدا لك؟ فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال : يا با محمد أجبه.

فقال : أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت تلك

ص: 106


1- آية 157 سورة البقرة 2.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 308 ح 1 والعيون : 1 / 34 ح 2 عن أبيه وعنهما في البحار : 36 / 195 ح 3 وعن الاحتجاج : 1 / 84 والاختصاص : 205 وغيبة الطوسي : 93 وغيبة النعماني : 29 ، وأورده في الكافي : 1 / 527 ح 3 وإعلام الورى : 392 ، وجامع الأخبار ، 21 ، وقد تقدمت الإشارة الى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح.

الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث ،

وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإن قلب الرجل في حق ، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر.

وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه ،

وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله ،

فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده - وأشار بيده إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) - ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته - وأشار إلى الحسن (علیه السّلام) - وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ،

ص: 107

والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى.

فقال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن (علیه السّلام) في أثره ، قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، فأعلمته.

فقال : يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر (علیه السّلام) (1).

ص: 108


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 313 ح 1 والعيون : 1 / 53 ح 35 والعلل : 1 / 96 ح 6 عن أبيه وعنهم في البحار : 36 / 414 ح 1 وعن غيبة الطوسي : 98 والاحتجاج : 1 / 395 والمحاسن : 2 / 332 ح 99 وغيبة النعماني : 27 وتفسير القمي : 578 و 405 ، واعلام الورى : 404 عن ابن بابويه ودلائل الامامة : 68.

28 - باب في ولادة المهدي (علیه السّلام)

94 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسحاق بن محمد بن أيوب ، قال :

سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى (علیه السّلام) يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد (1).

95 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره ( عن « محمد » بن أبي عمير ) (2) عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : سمعته يقول :

في القائم (علیه السّلام) سنة من موسى بن عمران (علیه السّلام).

فقلت : وما سنته من موسى بن عمران؟

قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه.

فقلت : وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟

فقال : ثماني وعشرين سنة (3).

ص: 109


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 381 ح 6 و 382 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 159 ح 3 والاكمال : 2 / 360 ح 2 وعنه في البحار : 51 / 151 ح 3.
2- زيادة من الاكمال.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 152 ح 14 و 340 ح 18 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 216 ح 2.

29 - باب أن المهدي من ولد الحسين (علیه السّلام)

96 - سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي (رضی الله عنه) ، قال :

دخلت على النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ، ويقول :

أنت سيد ، ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة الله ابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (1).

97 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال :

سمعت عبد الله بن جعفر الطيار ، يقول : كنا عند معاوية والحسن والحسين (علیهما السّلام) ، وعبد الله بن عباس ، وعمر بن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد - فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان - :

سمعت رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، يقول :

إني ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ).

ص: 110


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 262 ح 9 والعيون : 1 / 41 ح 17 والخصال : 2 / 475 ح 38 وعنها في البحار : 36 / 241 ح 47 ورواه عن الصدوق بهذا السند في كفاية الأثر : 45 ، وذكره في الطرائف : ص 44.

ثم أخي علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،

فإذا استشهد ، فابني الحسن ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،

ثم ابني الحسين ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، فإذا استشهد ، فابنه علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا علي ، ثم ابنه محمد بن علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا حسين ، ثم تكمله اثنى عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين.

قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية.

قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد ، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) (1).

98 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن جابر الجعفي من أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السّلام) ، قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) لعلي بن أبي طالب (علیه السّلام) :

يا علي أنا وأنت وابناك : الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار (2).

99 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ،

عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه (علیهم السّلام) قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا - فإنه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ،

ص: 111


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 270 ح 15 والخصال : 2 / 477 ح 41 والعيون : 1 / 38 ح 13 عن أبيه وعنها في البحار : 36 / 231 ح 13 وعن غيبة الطوسي : 91 وغيبة النعماني : 46 ، وأورده في كتاب سليم بن قيس : 232 وإعلام الورى : 395 ح 16 وكشف الغمة : 2 / 508 والكافي : 1 / 529 ح 4.
2- رواه المفيد في الأمالي : ص 135 وعنه في البحار : 36 / 271 ح 93 وإثبات الهداة : 3 ص 63 ح 743 ( مثله ).

ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي : الحسن والحسين ، هما ابناي ، ومن الحسين أئمة هداة ، أعطاهم الله علمي وفهمي.

فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه ( فَقَدْ هَوى ) ، ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (1) و (2).

ص: 112


1- سورة آل عمران : آية 185.
2- رواه الصدوق في الأمالي : ص 180 ح 7 وص 536 ح 8 والبصائر : ص 53 ح 2 وعنهما في البحار : 36 / 228 ح 7 و 23 / 129 ح 60 و 96 / 242 ح 5 ، ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 10 بسند آخر ( نحوه ). وعنه في البحار : 36 / 258 ح 76.

30 - باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك

100 - سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه ، عن جده محمد بن علي ، عن علي بن جعفر ،

عن أخيه موسى بن جعفر (علیهما السّلام) ، قال :

إذا فقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني : إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.

فقلت : يا سيدي ، وما الخامس من ولد السابع؟

فقال : يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1).

101 - سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية بن علي ، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

ص: 113


1- رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 359 ح 1 والعلل : 1 / 244 ح 4 وعنهما في البحار : 51 / 150 ح 1 وعن غيبة الطوسي : 104 وغيبة النعماني : 78 وكفاية الأثر : 264 ، ورواه في بشارة الاسلام : 157 وإعلام الورى : 433 والكافي : 1 / 336 ح 2.

إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية : محمد ، وعلي ، والحسن فالرابع القائم (1).

102 - عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السّلام).

قال : قال لي : لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكل حرى وحران ، وكل حزين ولهفان ،

ثم قال (علیه السّلام) : بأبي وأمي سمي جدي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وشبيه موسى بن عمران (علیه السّلام) ، عليه جيوب النور ، يتوقد من شعاع ضياء القدس ،

كم من حرى مؤمنة ، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين (2).

ص: 114


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 333 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 143 ح 4 وعن غيبة الطوسي : 139 باسناده : محمد الحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن امية بن علي عن سلم بن أبي حية ( مثله ) وأورده في اعلام الورى : 429.
2- رواه في العيون : 2 ص 6 ح 14 وعنه في البحار : 51 ص 152 ح 3 وفيه ح 2 عن الإكمال ص 370 ح 3 وفيه هكذا : ضياء القدس ( يحزن لموته أهل الأرض والسماء ) كم من حرى الخ ، وأورده في دلائل الامامة : 245.

31 - باب في أوصاف المهدي عليه السلام

103 - محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمد ، عن عيسى الخشاب قال :

قلت للحسين بن علي (علیه السّلام) : أنت صاحب هذا الأمر؟

قال : لا ، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنى بعمه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (1).

104 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبد الله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه : ، قال :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا يزال في ولدي مأمون مأمول (2).

105 - تسعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ،

عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (3).

فقال : هذه الآية نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم

ص: 115


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 318 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 133 ح 6.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 228 ح 22 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 40 ح 76 ، وأورده في دلائل الامامة : ص 230.
3- آية 30 سورة الملك 67.

لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله جل وعز وحرامه.

ثم قال (علیه السّلام) : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولا بد أن يجيء تأويلها (1).

106 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد (2).

107 - سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : يقوم القائم (علیه السّلام) وليس لأحد في عنقه بيعة (3).

108 - محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج البصري ، عن مجاشع ، عن معلى عن محمد بن الفيض ، عن أبي جعفر ، قال :

كانت عصا موسى لآدم (علیهما السّلام) ، فصارت إلى شعيب ، ثم صارت إلى موسى بن عمران ، وإنها لعندنا ، وإن عهدي بها آنفا ،

وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا (علیه السّلام) يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران (علیه السّلام) ، وإنها تصنع ما تؤمر ، وإنها حيث ألقيت ( تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ ) بلسانها (4).

ص: 116


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 325 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 52 ح 27 وعن غيبة الطوسي : ص 101.
2- رواه في الاكمال : 2 / 479 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 95 ح 12.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 480 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 95 ح 13.
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 673 ح 27 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 319 ح 19 وعن البصائر : ص 183 ح 35 ، ورواه الكليني في الكافي : 1 / 231 ح 1 والاختصاص : ص 263.

32 - باب في النهي عن تسميته عليه السلام

109 - سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (1).

110 - سعد بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت ، قال :

سئل الرضا (علیه السّلام) عن القائم (علیه السّلام) فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (2).

111 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) يقول : سأل عمر أمير المؤمنين (علیه السّلام) عن المهدي ، فقال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟

قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى

ص: 117


1- رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 648 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 33 ح 11 وفي الوسائل : 11 / 486 ح 4 وعن الكافي : 1 / 333 ح 4.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 648 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 33 ح 12 ، وفي الوسائل : 11 / 486 ح 5 عنه وعن الكافي : 1 / 333 ح 3.

يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه (1).

112 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن العسكري (علیه السّلام) ، يقول :

الخلف ( من بعدي ابني الحسن ) (2) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟

قلت : ولم؟ جعلني الله فداك.

قال : لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه.

قلت : فكيف نذكره؟

فقال : قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (3).

ص: 118


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 648 ح 3 عن أبيه ، وعنه في البحار : 51 / 33 ح 13 وعن غيبة الطوسي : ص 281 والارشاد : ص 410 واعلام الورى : ص 465 وكشف الغمة : 2 / 464 س 8.
2- في الاكمال : من بعدي الحسن إبني وفي البحار : من بعد الحسن ابني.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 648 ح 4 وص 381 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 31 ح 2 وص 158 ح 1 ، و 50 / 240 ح 4 وعن غيبة الطوسي : ص 121 والكافي : 1 / 332 ح 1 والعلل : 1 / 245 ح 5 واعلام الورى : 370 وكفاية الأثر : 248 والارشاد : 38 ، وفي الوسائل : 11 / 487 ح 6 عن الكافي والاكمال.

33 - باب في الغيبة

113 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا :

حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ، عن أم هانئ ، قالت :

لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : ، فسألته عن هذه الآية : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (1).

فقال : إمام يخنس في زمانه ، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (2).

114 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا ،

قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا : حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السّلام) ، قال :

قال رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) :

ص: 119


1- آية 15 و 16 سورة التكوير 81.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي : ص 101 وغيبة النعماني : 150 ح 7 ، ورواه في الكافي : 1 / 341 ح 22 و 23 باسناده عن أم هانئ. وفي البحار : 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني : 149 ح 6.

المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1).

115 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا ،

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ،

عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد بن قابوس ، عن النصر بن أبي السري ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) ، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض ، فقلت :

يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض ، أرغبت فيها؟!

فقال : لا والله ، ما رغبت فيها ، ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون.

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن؟

فقال : نعم ، كما إنه مخلوق ، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر ، يا أصبغ ، أولئك

ص: 120


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الاكمال : ص 286 ح 1 بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) وأورده في كفاية الأثر : ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه.

خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.

قلت : وما يكون بعد ذلك؟

قال : ثم ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ، فإن له إرادات وغايات ونهايات (1).

116 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا ، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ، وناصح لله فناصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم ، فضربوه على قرنه الآخر ،

وفيكم من هو على سنته (2).

117 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيوب ، عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إن في القائم سنة من يوسف (علیه السّلام).

قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته؟

فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الأمة ، أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم : ( أَنَا يُوسُفُ ).

ص: 121


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني : ص 29 عن الكافي : 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده ، والاختصاص : 204 عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير ، وفي الغيبة بعد قوله (علیه السّلام) : ويهتدي فيها آخرون فقلت : يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة ، فقال : سبت من الدهر ، وفي الكافي ، فقال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ، وعن غيبة الطوسي : ص 103 عن البرقي ، وعن سعد بسند آخر ، ونقله عنه في بشارة الاسلام : ص 39 ، ورواه عن الصدوق في كفاية الأثر : ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية : ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الأصبغ ، وفي إعلام الورى : ص 425.
2- رواه في الاكمال : 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 12 / 194 ح 17 وعن قصص الأنبياء ( مخطوط ) : ص 71 والعياشي : 2 / 340 صدر حديث 72.

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل - في وقت من الأوقات - يريد أن يستر حجته؟!

لقد كان يوسف (علیه السّلام) إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم ، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ، قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي ) (1) و (2).

118 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) يقول :

من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا ، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بالسيف (3).

119 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة (4) الشاعر ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) يقول :

كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى ، فلا تجدونه يا معشر الشيعة. ورواه عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد

ص: 122


1- آية (89) و (90) سورة يوسف 12.
2- رواه الصدوق في الاكمال : ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل : 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار : 51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61 ، وفي البحار : 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني : ص 84 و 85 ودلائل الامامة : ص 290 ، وأورده في اعلام الورى : ص 431.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 146 ح 69.
4- في البحار : أبي عفيف الشاعر ، وفي هامش الإكمال : أبي عقب ، عفيف / خ.

سنان ، عن أبي الجارود ، زياد بن المنذر ، عن عبد الله الشاعر مثله (1).

120 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (2).

121 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن تفسير جابر؟

فقال : لا تحدث به السفل ، فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (3).

إن منا إماما مستترا ، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة ، فظهر وأمر بأمر الله عز وجل (4) و (5).

ص: 123


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار : 51 / 110 ح 3.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 337 ح 10 وص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار : 52 / 145 ح 67. وعن غيبة النعماني : ص 83 وغيبة الطوسي : ص 276. وأورده في الكافي : 1 / 333 ح 1 ، واعلام الورى : ص 431 باختلاف يسير في المتن.
3- آية 8 سورة المدثر 74.
4- في البحار والمصادر الاخرى : فظهر فقام بأمر الله عز وجل.
5- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار : 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي: 103 ورجال الكشي : 192 ح 338 ، وأخرجه في البحار : 2 / 70 ح 29 عن رجال الكشي : 103 ، وفي البحار : 51 / 57 ح 49 عن غيبة النعماني : ص 187 باختلاف يسير بأسانيدهم عن المفضل ، وأورده الكليني في الكافي : 1 / 343 ح 30.

34 - باب ما يصنع الناس في الغيبة

122 - محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، جميعا ،

عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ،

عن خاله الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) ، قال :

قلت له : إن كان كون - لا أراني الله يومك - فبمن أئتم؟

فأومأ إلى موسى (علیه السّلام) ،

فقلت : فإن مضى موسى فإلى من؟ قال : إلى ولده ،

قلت : فإن مضى ولده ، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا ، فبمن أئتم؟ قال : بولده ، ثم قال : هكذا أبدا ،

قلت : فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه ، فما أصنع؟

قال : تقول : ( اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ) فإن ذلك يجزيك.

ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (1).

ص: 124


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 349 ح 43 عن أبيه وعنه في البحار : 48 / 16 ح 8 و 52 / 148 ح 72 و 27 / 297 ح 5 ، وفي الاكمال : 2 / 415 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 48 / 16 ح 10 و 52 / 148 ذح 72.وأخرجه في البحار : 48 / 16 ح 9 عن اعلام الورى : ص 297 والكافي : 1 / 309 ح 7 وفي البحار : 48 / 16 ح 11 عن إرشاد المفيد : ص 325.

123 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.

فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟

قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (1).

124 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب البجلي ، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (علیهما السّلام) ، قال :

قلت : ما تأويل قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (2).

فقال : إذا فقدتم إمامكم فلم تروه ، فما ذا تصنعون؟ (3).

125 - سعد والحميري وابن إدريس ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار ، وعبد الله بن عامر ابن سعد الأشعري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمد بن المساور ، عن المفضل بن عمر الجعفي ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

سمعته يقول : إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : « مات أو هلك ، بأي واد سلك » ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان وأيده ( بِرُوحٍ مِنْهُ ).

ص: 125


1- رواه في الإكمال : 2 / 350 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 149 ح 75.
2- آية 30 سورة الملك : 67.
3- رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 360 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 151 ح 5 ، وأخرجه في البحار : 24 / 100 ح 2 عن غيبة الطوسي : ص 101 بإسناده : عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (علیه السّلام).

ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.

قال : فبكيت ،

فقال لي : ما يبكيك ، يا أبا عبد الله؟

فقلت : وكيف لا أبكي ، وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ، فكيف نصنع؟

قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت : نعم.

قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس (1).

126 - محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن يحيى بن المثنى العطار ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (2).

127 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن صالح بن محمد ، عن هانئ التمار ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، ثم قال - هكذا بيده - ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله

ص: 126


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 347 ح 35 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 281 ح 9 ، وعن غيبة الطوسي : ص 205 وغيبة النعماني : 151 و 151 والكافي : 1 / 334 ح 3 ، وذكره في بشارة الاسلام : ص 151.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 346 ح 33 وص 440 ح 7 وص 351 ح 49 وعنهم في البحار : 52 / 151 ح 2 وعن غيبة الطوسي : ص 102 وغيبة النعماني : ص 175 والكافي : 1 / 337 ح 6 ، وعن الاكمال في الوسائل : 8 / 96 ح 9 ( مثله ). وأخرجه في الوسائل : 8 / 96 ح 8 والبحار : 52 / 152 ح 8 عن الاكمال : 2 / 440 ح 8 ( نحوه ) بسند آخر. في البحار وغيبة الطوسي والنعماني والكافي : يمان التمار.

عبد ، وليتمسك بدينه (1).

128 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن جعفر بن محمد بن منصور ، عن رجل - واسمه عمر بن عبد العزيز - عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

قال : إذا أصبحت وأمسيت ، لا ترى إماما تأتم به ، فأحبب من كنت تحب ، وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل (2).

129 - حمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن حماد بن عيسى ، عن إسحاق بن جرير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (علیه السّلام) ،

فقال : فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى؟ ولا علما يرى؟ ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق؟

فقال له أبي : إذا وقع هذا ليلا (3) فكيف نصنع؟

فقال : أما أنت فلا تدركه ، فإذا كان ذلك ، فتمسكوا بما في أيديكم ، حتى يتضح لكم الأمر(4).

ص: 127


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 346 ح 34 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 111 ح 21 وعن غيبة الطوسي : ص 275 ، وأخرجه في البحار : 52 / 135 ح 39 عن غيبة النعماني : 169 باختلاف يسير و 169 س 10 عن الكافي : 1 / 335 ح 1.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 348 ح 37 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 148 ح 71.
3- في البحار : البلاء.
4- رواه في الاكمال : 2 / 348 ح 40 عن أبيه وفي البحار : 52 / 133 عن غيبة النعماني : ص 159 بسند آخر : عن عبد الله بن سنان.

35 - باب في آيات ظهوره

130 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (1).

فقال (علیه السّلام) : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم (علیه السّلام) ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدم من آبائه : (2).

131 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

خمس قبل قيام القائم : ( خروج ) (3) اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية (4).

ص: 128


1- آية 158 سورة الأنعام 6.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 18 وص 30 ، و 2 / 336 ح 8 عن ابيه وعنهم في البحار : 51 / 50 ح 25 ، وفي البحار : 67 / 33 عن الاكمال ( مختصرا ).
3- زيادة من الخصال.
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 649 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 203 ح 29 ورواه في الخصال : 1 / 303 ح 82 واعلام الورى : ص 455 وفي غيبة النعماني : ص 252 بسند آخر : عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، باختلاف يسير في المتن.

132 - عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) : يقول : إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.

قلت : وما هي؟ جعلني الله فداك.

قال : ذلك قول الله عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم (علیه السّلام) ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (1).

قال : يبلوهم (2) بشيء من الخوف ، من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم.

( وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ ) » قال : كساد التجارات وقلة الفضل.

ونقص من الأنفس ، قال : موت ذريع.

ونقص من الثمرات ، قال : قلة ريع ما يزرع.

( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) » عند ذلك بتعجيل خروج القائم (علیه السّلام).

ثم قال لي : يا محمد ، هذا تأويله ، إن الله تعالى يقول : « ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (3) و (4).

133 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة :

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : ينادي مناد باسم القائم (علیه السّلام) ، قلت : خاص أو عام؟ قال : عام ، كل قوم بلسانهم.

ص: 129


1- آية 155 سورة البقرة 2.
2- في البحار : نبلوهم.
3- آية 7 سورة آل عمران 3.
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 649 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 202 ح 28 وعن غيبة النعماني : ص 250 ورواه في إعلام الورى : 456 وبشارة الاسلام : ص 118 ودلائل الامامة : ص 259 وإرشاد المفيد : ص 408 وكشف الغمة : 2 / 462.

قلت : فمن يخالف القائم (علیه السّلام) وقد نودي باسمه؟

قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل (1) ويشكك الناس (2).

134 - حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمد ، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله (علیه السّلام) عن اسم السفياني؟

فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور (3) الشام الخمس ؛ دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والأردن ، وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج.

قلت : يملك تسعة أشهر؟

قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (4).

135 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن الفضيل (5) ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) : يا منصور ، إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد [ إ ] يأس ، لا والله ، لا يأتيكم حتى تميزوا ، لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا ، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد (6).

136 - سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال :

كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟ فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السيفين ، وإمارة أول من النهار،

ص: 130


1- في البحار : الظاهر : في آخر الليل ، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ : في آخر الليل ، أصلا فالزيادة من النساخ.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 650 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 205 ح 35 وفي بشارة الاسلام : ص 128.
3- في البحار : كنوز.
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 651 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 206 ح 38 وفي إعلام الورى : ص 457 وبشارة الاسلام : ص 123.
5- في البحار : الفضل.
6- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 346 ح 32 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 111 ح 20.

وقتل وخلع (1) من آخر النهار (2).

137 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس ، قال : كنت أنا [ ونوح ] وأيوب بن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة ، فجلسنا نتحدث فجرى ذكر ما نحن فيه ، وبعد الأمر علينا ،

فقال أيوب بن نوح : (3) كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا ، فكتب إلي : إذا رفع علمكم من بين أظهركم ، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (4).

138 - سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن أبي هراسة ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال : كأني بأصحاب القائم (علیه السّلام) وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير ، يطلب رضاهم في كل شيء ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم (علیه السّلام) (5).

139 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن محمد بن

ص: 131


1- في البحار : قطع.
2- رواه في الإكمال : 2 / 347 ح 36 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 112 ح 22 ونقله في بشارة الإسلام : ص 150.
3- النجاشي ( ص 80 ) : أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين ، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد (علیهم السّلام) ، عظيم المنزلة عندهما ، مأمونا وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته. أقول : هذا مع علو شأنه ووكالته لهما يظهر أنه كتب إلى أحدهم ، ولا دليل على وضعه الصدوق تحت عنوان « باب ما روي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي على النص على القائم (علیه السّلام) وغيبته ».
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 381 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 159 ح 4.
5- رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 673 ح 56 عن أبيه وعنه في البحار : 52 / 327 ح 43 ونقله في بشارة الاسلام : ص 241.

مسلم قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :

في قول الله عز وجل : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (1)

فقال : كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم (2).

140 - سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : ما معنى ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (3)

فقال : المنذر رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وعلي الهادي ، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) (4).

141 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن عبيد بن كرب ، قال :

سمعت عليا يقول : إن لنا أهل البيت راية ، من تقدمها مرق ، ومن تأخر عنها محق ، ومن تبعها لحق (5).

142 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) ، يقول :

إن لله عز وجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة.

فبهم يمحو الله السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، ويميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضية.

قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء؟ قال : الأوصياء (6).

ص: 132


1- آية (7) سورة الرعد 13.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 667 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار 18 ص 190 ح 26 وج 23 / 5 ح 8
3- آية (7) سورة الرعد 13.
4- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 667 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 5 ح 9 وص 3 ح 3 عن البصائر : ص 29 ( نحوه ). وفي البحار : 16 / 358 ح 50 عن الكافي : 1 / 191 ح 2 ( نحوه ).
5- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 654 ح 23 عن أبيه.
6- رواه في التوحيد : ص 167 ح 1 ومعاني الأخبار : 16 ح 10 وعنهما في البحار : 26 / 240 ح 2.

143 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام) ، أنه قال :

يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا هلك ، حقا على الله عز وجل (1).

144 - محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن زيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) :

قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء؟

فقال : لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السموات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرت الملائكة لله ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور؟

فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، وأسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، يهدون إلى حقي ، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي (2).

145 - الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ،

عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، في قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (3).

ص: 133


1- رواه في الأمالي : ص 252 وعنه في البحار : 26 / 240 ح 1 ورواه في بشارة المصطفى : 65.
2- رواه الصدوق في العلل : 1 / 179 ح 1 عن أبيه ونقله في البحار : 43 / 12 ح 5 وعن مصباح الأنوار ، وفيه : عن أبي جعفر (علیه السّلام) مثله.
3- آية (59) سورة النساء 4.

قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة (علیها السّلام) ، إلى أن تقوم الساعة (1).

146 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) إلى الجن والإنس وجعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى ومنهم من بقي ، وكل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) على سنة أوصياء عيسى (علیه السّلام) ، وكانوا اثني عشر.

وكان أمير المؤمنين (علیه السّلام) على سنة المسيح (2) ،

147 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن هلال - في حال استقامته - عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : يمضي الإمام وليس له عقب؟

قال : لا يكون ذلك ،

قلت : فيكون ماذا؟

قال : لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز وجل على خلقه ، فيعاجلهم (3).

148 - الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي يحيى المديني ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : جاء يهودي إلى عمر ، يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي (علیه السّلام) ليسأله ، فقال له علي (علیه السّلام) : سل.

ص: 134


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 222 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 228 ح 13 ودلائل الامامة : ص 231.
2- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 326 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار : 36 / 392 ح 4 وعن العيون :ص 451 ح 21 والخصال : 2 / 478 ح 43 وغيبة الطوسي : ص 92 ورواه في الكافي : 1 / 532 ح 10 والارشاد : ص 392 واعلام الورى : ص 386.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 204 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 36 ح 63 ، وفي دلائل الامامة : ص 230.

قال : أخبرني ، كم بعد نبيكم من إمام عادل؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه في جنته؟

فقال له علي (علیه السّلام) : يا هاروني! لمحمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) بعده اثنا عشر إماما عدلا ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم ، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي.

ومنزل محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) جنة عدن ، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر.

فأسلم الرجل وقال : أنت أولى بهذا المجلس من هذا ، أنت الذي تفوق ولا تفاق ، وتعلو ولا تعلى (1).

149 - سعد ، عن النهدي ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام) :

الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق (2).

150 - علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ،

عن النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، قال : إني تارك فيكم كتاب الله ، وأهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3).

151 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود

ص: 135


1- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 300 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 36 / 380 ح 7.
2- رواه في الاكمال : 1 ص 221 ح 5 وعنه في البحار : 23 ص 38 ح 66 وعن الإكمال 232 ح 36 عن أبيه ، عن الحميري عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن ابن هلال عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ( مثله ) ورواه في الاختصاص : ص 19 مرسلا ، عن أبان ، وليس فيه : وبعد الخلق ، والكافي : 1 / 177 ح 4 ، والبصائر : 487 ح 1.
3- رواه الصدوق في الاكمال : 1 / 240 ح 62 عن أبيه وعنه في البحار : 23 / 136 ح 77 ، والاكمال : 1 / 234 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار 23 / 133 ح 69 وفي البحار : 23 / 118 ح 36 عن جامع الأصول لابن الأثير : عن زيد بن أرقم نحوه مفصلا ويرد في طرق أخرى عن النبي (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) هذا الحديث ، فراجع.

بن فرقد ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : من ادعى الإمامة وليس بإمام فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلينا.(1)

152 - سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن سنان ، عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه ، إلا بتر الله عمره. (2)

ص: 136


1- رواه في ثواب الأعمال : ص 255 ح 3 وعنه في البحار : 25 / 112 ح 8.
2- رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 255 ح 4 وعنه في البحار : 25 / 112 ح 9 ورواه في الكافي : 1 / 373 ح 5 بسنده عن ابن سنان ( مثله ).

36 - باب علامات الامام ودلائل معرفته

153 - محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : سئل أبو الحسن (علیه السّلام) : الإمام بأي شيء يعرف بعد الإمام؟

قال : إن للإمام علامات ؛

أن يكون أكبر ولد أبيه بعده ، ويكون فيه الفضل ،

وإذا قدم الراكب المدينة ، قال : إلى من أوصى؟ قالوا : إلى فلان ،

والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور مع السلاح حيث كان (1).

154 - أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال :

قلت له : جعلت فداك ، إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرفون من يجيء بعده؟

قال : بالهدى ، والإطراق ، وإقرار آل محمد له بالفضل ، ولا يسأل عن شيء مما بين صدفيها ، إلا أجاب فيه (2).

155 - سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال :

ص: 137


1- رواه الصدوق في الخصال : 1 / 116 ح 98 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 137 ح 7 وعن الكافي : 1 / 284 ح 1 بسند آخر ( مثله ). وأورده في مختصر البصائر : ص 8.
2- رواه الصدوق في الخصال : 1 / 200 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 139 ح 10 والبصائر : ص 489 ح 1 بإسناده عن أبي الجارود.

قال أمير المؤمنين (علیه السّلام) : اعرفوا الله بالله ، والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان (1).

156 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن عبد الصمد بن محمد ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال :

إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الخلافة على من ولي عليه حتى يكون له كالوالد الرحيم (2).

157 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن محمد بن الوليد ، عن حماد بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة النضري ، قال :

قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) : بما يعرف صاحب هذا الأمر؟

قال : بالسكينة والوقار ، والعلم ، والوصية (3).

158 - محمد العطار ، عن الأشعري ، عن الخشاب ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن الغنوي ، عن عبد الأعلى ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السّلام) :

ما الحجة على المدعي لهذا الأمر بغير حق؟

قال : ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب هذا الأمر.

أن يكون أولى الناس بمن قبله.

ويكون عنده سلاح رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ).

ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان : إلى من أوصى فلان؟ فيقولون : إلى فلان (4).

ص: 138


1- رواه في التوحيد : 285 ح 3 وعنه في البحار : 25 / 141 ح 14 ، ورواه في الكافي : 1 / 85 ح 1 عن علي ابن محمد عمن ذكره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن حمران.
2- رواه في الخصال : 1 / 116 ح 97 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 137 ح 6.
3- رواه في الخصال : 1 / 200 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 138 ح 9 وعن البصائر : ص 489 ح 2.
4- رواه في الخصال : 1 / 117 ح 99 عن أبيه وعنه في البحار : 25 / 138 ح 8 ، وعن الكافي : 1 / 284 ح 2 بسنده عن يزيد شعر.

37 - باب أن لديهم الكتب التي انزلت على الأنبياء

159 - أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار معا : عن الأشعري ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حماد ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم - في خبر طويل - قال :

جاء ( بريهة ) جاثليق النصارى ، فقال لأبي الحسن (علیه السّلام) :

جعلت فداك ، أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟

قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء؟ فيقول : لا أدري ، الخبر (1).

160 - سعد ، عن علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن حسين بن علوان ،

عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، قال : إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء.

وورثنا علمهم ، وفضلنا عليهم في فضلهم ،

وعلم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ما لا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) فروينا لشيعتنا.

فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا (2).

ص: 139


1- رواه الصدوق في التوحيد : ص 275 عن ابيه وعنه في البحار : 26 / 181 ح 7 وفي ج 10 / 234 بتمامه.
2- الخرائج والجرائح المخطوط : 414 باسناده عن ابن بابويه عن أبيه ونقله في البحار : 26 / 199 ح 1 ، وفي البصائر : ص 227 ح 2 ص 229 ح 5 ( نحوه ).

38 - باب أنهم القرى الظاهرة

161 - عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني محمد بن صالح الهمداني ، قال :

كتبت إلى صاحب الزمان (علیه السّلام) : إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك : أنهم قالوا : « قوامنا وخدامنا شرار خلق الله ».

فكتب (علیه السّلام) : ويحكم أما تقرؤون ما قال عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) (1).

ونحن - والله - القرى التي بارك الله فيها ، وأنتم القرى الظاهرة ،

قال عبد الله بن جعفر : وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح ، عن صاحب الزمان (علیه السّلام) (2).

162 - سعد بن عبد الله ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سمعت الشيخ العمري (رضی الله عنه) يقول : صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم (علیه السّلام) ، فأنفذه ، فرد عليه ، وقيل له :

((أخرج حق ولد عمك منه ، وهو أربعمائة درهم)).

ص: 140


1- آية (18) سورة سبأ 34.
2- رواه الصدوق في الإكمال : 2 / 483 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار : 53 / 184 ح 15 وعنه في 51 / 343 ح 1 وعن غيبة الطوسي : ص 209 ، وفي الوسائل : 18 / 110 ح 46 عن الاكمال وغيبة الطوسي ، ورواه في إعلام الورى : ص 453.

فبقي الرجل متحيرا باهتا متعجبا ، ونظر في حساب المال ، وكانت في يده ضيعة لولد عمه ، قد كان رد عليهم بعضها وزوى عنهم بعضها ، فإذا الذي نص لهم من ذلك المال : أربعمائة درهم ، كما قال (علیه السّلام) ، فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل (1).

163 - سعد بن عبد الله ، عن علي بن محمد الرازي ، قال : حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاما وأمر ببيعه ، فباعه ، وقبض ثمنه ، فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها.

فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة (2).

164 - سعد بن عبد الله ، عن علي بن محمد الرازي ، قال : حدثني نصر بن الصباح قال : أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز ، وكتب رقعة ، وغير فيها اسمه ، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له (3).

165 - سعد بن عبد الله ، عن أبي حامد المراغي ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، قال : بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة ، قد خط فيها بإصبعه كما تدور من غير كتابة ، وقال للرسول : احمل هذا المال ، فمن أخبرك بقصته ، وأجاب عن الرقعة ، فأوصل إليه المال.

فصار الرجل إلى العسكر ، وقد قصد جعفرا ، وأخبره الخبر ، فقال له جعفر : تقر بالبداء؟

قال الرجل : نعم.

قال له : فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال ،

فقال له الرسول : لا يقنعني هذا الجواب.

ص: 141


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 486 ح 6 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 326 ح 45 وعن إرشاد المفيد : 397 وأورده في إعلام الورى : ص 446 والكافي : 1 / 519 ح 8 ودلائل الامامة : ص 286.
2- رواه في الاكمال : 2 / 486 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 326 ح 46 وعن الخرائج ( المخطوط ) : ص 368 وأورده في إعلام الورى : ص 450 عن ابن بابويه.
3- رواه في الاكمال : 2 / 488 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 327 ح 49.

فخرج من عنده ، وجعل يدور على أصحابنا ، فخرجت إليه رقعة قال : « هذا مال قد كان غرر به ».

وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة ، وقد كتب فيها كما تدور ، « وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل » (1).

166 - سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الصالح قال : كتبت أسأله الدعاء لباداشاله (2) وقد حبسه ابن عبد العزيز ، وأستأذن في جارية لي أستولدها ، فخرج : « استولدها ، و ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ، والمحبوس يخلصه الله ».

فاستولدت الجارية فولدت فماتت ، وخلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع (3).

ص: 142


1- رواه الصدوق في الاكمال : 2 / 488 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 327 ح 50 وأورده في الخرائج ( المخطوط ) : 543 عن إبن بابويه ودلائل الامامة : ص 287.
2- في البحار : لباداشاكه.
3- رواه في الاكمال : 2 / 489 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار : 51 / 327 ح 51.

الفهرس

الموضوع

الصفحة

المقدمة... 7

الإمامة والتبصرة... 19

باب الوصية من لدن آدم (علیه السّلام)... 21

باب أن الأرض لا تخلو من حجة... 25

باب في أن الإمامة عهد من الله تعالى... 37

باب أن الله عز وجل خص آل محمد (علیهم السّلام) بالإمامة دون غيرهم... 40

باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام... 47

باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين (علیهما السّلام)... 55

باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين (علیه السّلام)... 56

باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ... 59

باب إمامة علي بن الحسين (علیه السّلام) وابطال إمامة محمد بن الحنفية... 60

باب إمامة الباقر : أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام)... 63

باب إمامة أبي عبد الله (علیه السّلام)... 65

باب إمامة موسى بن جعفر (علیه السّلام)... 66

باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر... 71

باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر... 72

ص: 143

الموضوع

الصفحة

باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف... 75

باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى (علیه السّلام)... 77

باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية... 82

باب معرفة الامام انتهاء الأمر إليه بعد مضي الأول... 84

باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام (علیه السّلام)... 87

باب في من أنكر واحدا من الأئمة (علیهم السّلام)... 90

باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى... 91

باب النوادر... 92

المستدرك... 97

باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبى الحسن علي الهادي (علیه السّلام)... 99

باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (علیه السّلام)... 100

باب إمامة القائم (علیه السّلام)... 101

باب في ذكر حديث اللوح ، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري... 103

باب في ولادة المهدي (علیه السّلام)... 109

باب أن المهدي من ولد الحسين (علیه السّلام)... 110

باب أن المهدى هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك... 113

باب في أوصاف المهدي (علیه السّلام)... 115

باب في النهي عن تسميته (علیه السّلام)... 117

باب في الغيبة... 119

باب ما يصنع الناس في الغيبة ... 124

باب في آيات ظهوره... 128

باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الأنبياء... 139

باب أنهم القرى الظاهرة... 140

ص: 144

الآحاديث في أحاديث الامامة والتبصرة

رقم الحديث

رقم الايات

68 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ ... البقرة_140

132 وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ و ... البقرة_155

92 أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ... البقرة_157

99 وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ... ال عمران_185

132 وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ... ال عمران_7

21 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... النساء_54

21 فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ النساء_54

21 فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ النساء_55

68 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا النساء_58

145

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ

النساء_59

91 يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا الانعام_158

74 المص الاعراف_1

73 وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ... الاعراف_171

73 وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ ... التوبة_115

75 فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ التوبة_122

117 أَنَا يُوسُفُ يوسف_90

140 إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ الرعد_7

82 كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ القصص_88

30 النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ الاحزاب_6

ص: 145

وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ الاحزاب_6

29 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الاحزاب_33

161 وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً سبأ_18

32 وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ الزخرف_28

37 وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا الاحقاف_15

105 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا الملك_30

121 فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ المدثر_1

113 فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ التكوير_15 ، 16

ص: 146

فهرس :

النبي(صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ )

1 ، 23 ، 24 ، 25 ، 26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 31 ، 33 ، 37 ، 38 ، 50 ، 53 ، 81 ، 96 ، 97 ، 98 ، 99 ، 114 ، 146 ، 150

( أمير المؤمنين : علي بن أبي طالب علیه السلام )

4 ، 23 ، 28 ، 29 ، 31 ، 37 ، 38 ، 81 ، 93 ، 97 ، 81 ، 104 ، 111 ، 115 ، 119 ، 141 ، 16 ، 148 ، 155.

(فاطمة الزهراء علیهاالسلام )

29 ، 33 ، 34 ، 37 ، 92 ، 144.

(الحسن بن علي زكي علیه السلام )

29 ، 31 ، 33 ، 38 ، 93 ، 97 ، 98

( الحسين بن علي علیه السلام )

29 ، 31 ، 37 ، 38 ، 49 ، 97 ، 98 ، 103.

( علي بن الحسن ( زين العابدين ) علیه السلام )

29 ، 31 ، 49 ، 74 ، 98

(ابو جعفر محمد بن علي الباقر (علیه السّلام) )

2 ، 10 ، 14 ، 21 ، 22 ، 24 ، 25 ، 27 ، 30 ، 32 ، 38 ، 44 ، 47 ، 49 ، 51 ، 54 ، 55 ، 69 ، 74 ، 80 ، 81 ، 82 ، 84 ، 85 ، 92 ، 98 ، 99 ، 105 ، 108 ، 111 ، 113 ، 116 ، 138 ، 140 ، 145 ، 146 ، 154 ، 156.

(ابو عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیه السّلام) )

1 ، 3 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 11 ، 12 ، 13 ، 15 ، 16 ، 18 ، 20 ، 24 ، 29 ، 31 ، 33 ، 34 ، 35 ، 36 ، 37 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 45 ، 48 ، 50 ، 54 ، 56 ، 57 ، 59 ، 61 ، 63 ، 64 ، 65 ، 68 ، 70 ، 71 ، 72 ، 73 ، 75 ، 76 ، 77 ، 78 ، 79 ، 80 ، 86 ، 87 ، 90 ، 91 ، 92 ، 95 ، 101 ، 104 ، 106 ، 107 ، 109 ، 114 ، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 122 ، 123 ، 125 ، 126 ، 127 ، 128 ، 129 ، 130 ، 131 ، 132 ، 133 ، 134 ، 135 ، 136 ، 139 ، 142 ، 143 ، 144 ، 147 ، 149 ، 151 ، 152 ، 155 ، 156 ، 157 ، 158 ، 160.

ص: 147

( العبد الصالح ابو الحسن الاول موسى بن جعفر علیه السلام )

17 ، 52 ، 56 ، 58 ، 60 ، 61 ، 66 ، 68 ، 100 ، 124.

(ابولحسن علیه السلام )

153 ، 159 ،

(ابوالحسن علي بن موسى الرضا علیه السلام )

19 ، 46 ، 66 ، 67 ، 68 ، 94 ، 102 ، 110

(ابو جعفر الثاني محمد بن علي الجواد علیه السلام )

93.

(علي الهادي أبي الحسن ( صاحب العسكر) علیه السلام )

83 ، 112.

(ابو محمد الحسن بن علي العسكري علیه السلام )

88 ، 89

(صاحب الزمان علیه السلام (عج) )

161

ص: 148

الاعلام

ابان 142

ابان ين ابي عياش 97

ابان بن تغلب 149 ، 96 ، 78 ، 24

ابان بن عثمان 90

ابراهيم بن ابي البلاد 58

ابراهيم بن ابي محمود

ابراهيم بن اسحق = ابي اسحاق

ابراهيم بن اسحاق النهاوندي 144

ابراهيم بن محمد بن فارس 137

ابراهيم بن محمد بن ميمون 26

ابراهيم بن محمد الثقفي 24 ، 26

ابراهيم بن مهزيار 32 ، 56 ، 90 ، 131

ابراهيم بن هاشم 15 ، 114 ، 115 ، 118 ، 120، 135

ابراهيم اليماني 38

ابن سنان 152

ابن ادريس = احمد بن ادريس 125

ابن عباس

ابن عبد العزيز 166

ابن عيسى = احمد بن محمد بن عيسى 99 ، 142 ، 154 ، 155

ابن فضال = الحسن بن علي بن فضال 39 ، 54

ابن محبوب = الحسن بن محبوب 132

ابن مهران ابن نعيم 165

ابن هاشم = ابراهيم بن هاشم 159

ابي اسحاق 26

ابي اسحاق ابراهيم بن اسحاق 138

ابي اسحاق الهمداني 4

ابي ايوب الخزاز 87 ، 132

ابي بصير 11 ، 32 ، 39 ، 64 ، 84 ، 92 ، 105 ، 114 ، 116، 143

ابي الجارود 51 ، 154

ابي جعفر الضرير 56

ابي جميلة 70

ابي حامد المراغي 165

ابي الحسن صالح بن ابي حماد 92

ابي الحكم 68

ابي حمزة 10 ، 12 ، 82 ، 146

ابي حمزة الثمالي 2

ابي داود سليمان بن سفيان المسترق 115

ابي ذر 97

ابي سعيد العصفري

ابي سعيد المكاري 71

ابي سلام 32

ابي الضحى 150

ابي الطفيل 38

ابي عبدالله بن جنيد 163

ص: 149

ابي عبدالله الحذاء 23

ابي عبدالله المؤمن

ابي عبيدة 49

ابي عبيدة الحذاء 85

ابي علي البجلي

ابي علي الحسن بن محبوب السراد 114

ابي عمارة ين الطيار 9

ابي القاسم الهاشمي 20

ابي قتادة علي بن محمد بن حفص 124

ابي المغرا

ابي هاشم داود بن القاسم الجعفري 93

ابي هاشم الجعفري 112

ابي هراسة

ابي الهيثم بن ابي حية 101

ابي يحيى المديني 148

احمد بن ابي هراسة 138

احمد ابن ادريس 13 ، 47 ، 51 ، 59 ، 66 ، 67 ، 86 ، 93 ، 115 ، 154 ، 159

احمد بن اسحاق 88

احمد بن الحسين بن سعيد 138

احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد 113

احمد بن حمزة القمي 58

احمد بن عمر الحلال

احمد بن محمد 19 ، 36 ، 46 ، 51 ، 67

احمد بن محمد بن خالد البرقي 115

احمد بن محمد بن عيسى 1 ، 3 ، 18 ، 21 ، 22 ، 30 ، 34 ، 38 ، 75 ، 97 ، 114 ، 115 ، 116 ، 124 ، 125 ، 128 ، 140

احمد بن الفضل 66

احمد بن هلال 101 ، 117 ، 132 ، 147

احمد المالكي

اسامة بن زيد 97

اسحاق بن ابراهيم 150

اسحاق بن جرير 129

اسحاق بن محمد بن أيوب 94

اسحاق بن محمد الصيرفي 126

اسحاق بن يعقوب 162

اسماعيل 63

اسماعيل بن أبان 111

اسماعيل بن جعفر 50

اسماعيل بن عمار 17

اسماعيل ثعلبة 113

الاشعري 156 ، 157 ، 158 ، 159

أصبغ بن نباتة 115

ام سلمة 28

ام هانئ 113

امية بن علي 101

ايوب بن الحر 39

ايوب بن نوح 35 ، 123 ، 137

ص: 150

البرقي = محمد بن خالد البرقي 75

بريد بن معاوية 36

بريد بن معاوية العجلي 21

بريهة جاثليق النصارى 159

البزنطي 153

بشير الدهان 3

البطائني 143

بكر بن صالح 92

بكر بن عبد الله بن حبيب 37

تميم بن بهلول 37

ثابت

ثعلبة بن ميمون 22

جابر 144

جابر ( تفسير ) 121

جابر بن عبدالله الانصاري 92

جابر بن يزيد 138

جابر بن يزيد الجعفي 25 ، 98

جرير 150

جعفر بن ابراهيم 104

جعفر بن بشير 55 ، 63 ، 133

جعفر بن ( محمد بن ) سماعة 20 ، 99

جعفر بن محمد 13

جعفر بن محمد بن مالك ( الفزاري الكوفي ) 103 ، 110 ، 126

جعفر بن محمد بن منصور 128

بن دراج 123

جميل بن صالح 106

حارث بن المغيرة النصري 115 ، 157

حارث بن نوفل 81

الحذاء= أبي عبيدة الحذاء 69

جريز بن عبدالله 139

حسن بن ابراهيم 159 ، 160

حسن بن احمد المالكي 52

حسن بن زياد 7 ، 8

حسن بن سماعة 20

حسن بن طريف 92 ، 107

حسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة 22

حسن بن عبيدالله 150

حسن بن علي بن فضال 17 ، 18 ، 22 ، 70 ، 115 ، 128

حسن بن علي بن مهزيار 56

حسن بن علي بن يقطين 45

حسن بن علي الزيتوني 101

حسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر 100

حسن بن محبوب 4 ، 5 ، 47 ، 49 ، 71 ، 91 ، 102 ، 109 ، 129 ، 130

حسن بن محبوب السراد 1

حسن بن موسى 68

حسن بن موسى الخشاب 13 ، 6 ، 29 ، 94 ، 158

حسن مولى أبي عبدالله 68

حسين بن أبي العلا 6 ، 90

ص: 151

حسين بن ثوير بن أبي فاختة 40

حسين بن الربيع المدائني 113

حسين بن زيد 104

حسين بن سعيد 32 ، 34 ، 36 ، 38 ، 75 ، 131 ، 142

حسين بن سفيان 134

حسين بن علوان 160

حسين بن المختار القلانسي 59 ، 136

حفص بن البختري 73

حكم بن الصلت 99

حماد بن عثمان 145 ، 157

حماد بن عيسى 28 ، 31 ، 38 ، 44 ، 50 ، 96 ، 129 ، 139

حماد بن عيسى الجهني 42

حمدان بن سليمان 160

حمدان بن منصور 103

حمزة بن القاسم 37

حنان بن سديز 47 ، 156

داود بن الحصين 114

داود بن العلا 2

داود بن فرقد 151

داود بن القاسم = ابي هاشم

ذريح المحاربي 15

ريان بن الصلت 110

زرارة بن اعين 36 ، 49 ، 54 ، 123 ، 133 ، 147

زياد بن مطرف 26

زياد القندي 66

زياد المكفوف 119

زيد بن ارقم 150

زيد الشحام 2

سدير 117

سعد 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 16 ، 17 ، 18 ، 19 ، 21 ، 29 ، 30 ، 31 ، 34 ، 35 ، 36 ، 38 ، 41 ، 42 ، 46 ، 50 ، 90 ، 98 ، 99 ، 125 ، 142 ، 143 ، 149 ، 151 ، 152 ، 155 ، 160

سعدان 33

سعد بن طريف 23 ، 27

سعد بن عبدالله 1 ، 3 ، 4 ، 22 ، 23 ، 24 ، 25 ، 26 ، 27 ، 28 ، 53 ، 78 ، 79 ، 89 ، 91 ، 92 ، 93 ، 94 ، 95 ، 96 ، 97 ، 100 ، 101 ، 104 ، 105 ، 106 ، 107 ، 109 ، 110 ، 111 ، 112 ، 113 ، 114 ، 115 ، 116 ، 118 ، 120 ، 124 ، 128 ، 130 ، 133 ، 136 ، 137 ، 138 ، 139 ، 140 ، 146 ، 147 ، 162 ، 163 ، 164 ، 165 ، 166 ،

سعد بن محمد 103

سعيد بن جناح

سلام بن ابي عمرة الخراساني 24

سلمان الفارسي 96

سلمة بن الخطاب 108

سليمان 81

سليمان 81

سليمان بن جعفر الجعفري 42 ، 44

سليمان بن خالد 57 ، 65

ص: 152

سليمان بن داود المنقري 40 ، 84

سليم بن قيس الهلالي 96 ، 97

سندي بن محمد 14

سورة بن كليب 32

شعيب

صالح بن محمد 127

صفوان 57 ، 65

صفوان بن يحيى 8 ، 11 ، 35 ، 76 ، 79 ، 85 ، 87 ، 131

طاهر 55 ، 63

طلحة بن زيد 80

عباس بن معروف 17 ، 47 ، 129

عباس بن النخاشي الاسدي 67

عبدالاعلى بن اعين 31 ، 77 ، 158

عبد الرحمن بن ابي نجران 16 ، 44 ، 59 ، 117 ، 122 ، 125

عبدالرحمن بن ابي هاشم 24 ، 148 ، 151

عبدالرحمن بن سليمان 81

عبدالرحمن بن سيابه 136

عبدالرحمن بن كثيرالهاشمي 29 ، 37

عبد الرحمن القصير 22 ، 30

عبد الصمد بن بشير 34

عبد الصمد بن محمد 156

عبد الكريم 16

عبد الله بن ابراهيم الجعفري 68

عبد الله بن ابي عقبة الشاعر 119

عبد الله بن بكير 18 ، 54 ، 126

عبد الله بن جعفر 62

عبد الله بن جعفر = الحميري 14 ، 15 ، 20 ، 32 ، 33 ، 43 ، 44 45 ، 75 ، 76 ، 77 ، 81 ، 82 ، 83 ، 84 ، 88 ، 90 ، 92 ، 93 ، 102 ، 104 ، 113 ، 114 ، 115، 117 ، 118 ، 120 ، 121 ، 123 ، 125 ، 127 ، 131 ، 132 ، 145 ، 147 ، 148 ، 161

عبدالله بن جعفر الطيار 97

عبد الله بن حماد = الانصاري 138 ، 144

عبد الله بن سنان 95 ، 129

عبدالله بن عامر بن سعد الاشعري 125

عبد الله بن عباس 97

عبد الله بن عبدالرحمن الاصم 136

عبد الله بن القاسم 121

عبد الله بن القاسم الحضرمي 25

عبد الله بن محمد 13 ، 108

عبد الله بن محمد بن عيسى 2 ، 30 ، 66 ، 76

عبد الله بن محمد الحجال 145

عبد الله بن محمد الشامي 68

عبد الله بن محمد الطياسي 115

عبد الله بن محمد اليماني 160

( عبد الله ) ابن مسكان 8 ، 11 ، 30 ، 57 ، 65 ، 79 ، 96 ، 99

ص: 153

عبد الله بن المغيرة 11 ، 30

عبد الله الغفاري 104

عبد القاهر 25

عبد الملك بن اعين 36

عبيد بن زرارة 126

عبيد بن قيس الانصاري 20

عبيد بن كرب 141

عثمان بن عيسى 66

علاء بن رزين 14 ، 132

علي بن ابراهيم = بن هاشم 60 ، 61 ، 62 ، 73 ، 119 ، 135 ، 141

علي بن اسباط 18 ، 68 ، 72 ، 105 ، 143

علي بن ابي حمزة 105

علي بن اسماعيل 17 ، 33 ، 65 ، 76

علي بن اسماعيل بن عيسى 35

علي بن اسماعيل الميثمي

علي بن جعفر 100 ، 124

علي بن حسان الواسطي 29 ، 37

علي بن الحسن بن فضال 110

علي بن رئاب 49 ، 91 ، 109 ، 130

علي بن المؤمل 52

علي بن محمد بن قتيبة 150

علي بن محمد الرازي 163 ، 164

علي بن محمد الصيمري 83

علي بن مهزيار 17 ، 56 ، 83 ، 90 ، 129 ، 131

علي بن النعمان 11 ،116

عمار 71

عمار بن رزيق 26

عمر 148

عمر بن ابي سلمة 28 ، 97

عمر بن عبد العزيز 128

عمرو بن ابي المقدام 141

عمرو بن الاشعث 18

عمرو بن ثابت

عمرو بن شمر 111 ، 138 ، 144

الشيخ العمري 162

عيثم بن أسلم 15

عيسى الخشاب 103

عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب 122

عيسى بن عبدالله الهاشمي عن ابيه عن جده 28

عيسى بن محمد 100

عيص بن القاسم 35

الغنوي 158

فضالة بن ايوب 56 ، 90 ، 117 ، 142

فضل بن السكن 155

فضل بن شاذان 150

ص: 154

فضيل 55 ، 63 ، 135

فضيل بن يسار 36

فضيل سكرة 34

قاسم بن محمد 34 ، 40

قتيبة بن محمد 134

كرام 13

مؤدب 74

مالك الجهني 115

مجاشع 108

محمد بن ابراهيم 2 ، 66

محمد بن ابي عمير 6 ، 21 ، 36 ، 48 ، 60 ، 61 ، 62 ، 73 ، 90 ، 95 ، 97 ، 106 ، 107 ، 123 ، 140 ، 141 ، 147 ، 155

محمد بن ابي القاسم ما جيلويه 134

محمد بن احمد 39 ، 40 ، 47 ، 48 ، 56 ، 57 ، 65 ، 85 ، 86 ، 87

محمد بن احمد بن ابي قتادة 101

محمد بن احمد بن يحيى 68

محمد بن احمد العلوي 112

محمد بن اسحاق البغدادي 43

محمد بن اسماعيل 33

محمد بن اسماعيل بن بزيع 46 ، 82 ، 136

محمد بن جمهور 95 ، 138

محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد 41 ، 115 ، 157

محمد بن الحسن الصفار 115 ، 122 ، 129

محمد بن الحسين 44 ، 46 ، 55 ، 58 ، 63 ، 64

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب 1 ، 5 ، 18 ، 22 ، 23 ، 25 ، 28 ، 42 ، 49 ، 54 ، 72 ، 80 ، 91 ، 98 ، 106 ، 114 ، 115 ، 121 ، 122 ، 125 ، 130 ، 133 ، 136 ، 139 ، 143 ، 145 ، 151 ، 152 ، 153

محمد بن الحسين الواسطي 40

محمد بن حفص 15

محمد بن حكيم 131

محمد بن حماد 159

محمد بن حمران 60 ، 155

محمد بن خالد 118 ، 120

محمد بن خالد ( البرقي ) 75 ، 149

محمد ين زيد الجزري 144

محمد بن سعيد 78

محمد بن سنان 3 ، 9 ، 11 ، 32 ، 51 ، 80 ، 98 ، 118 ، 119 ، 120 ، 154

محمد بن شاذان بن نعيم 165

محمد بن صالح ( الهمداني ) 161 ، 166

محمد بن عبد الجبار 59 ، 77 ، 125

محمد بن عبد الحميد ( العطار ) 27 ، 81

محمد بن عبد الله بن ابي غانم القزويني 137

محمد بن عبد الله بن حارثه 43

محمد بن عبدالله بن زرارة 28

محمد بن عبيد 106

محمد بن علي 100

محمد بن علي بن ابراهيم القرشي 58

ص: 155

محمد بن علي بن عمر بن علي ابي طالب 23

محمد بن علي الكوفي 134

محمد بن عمروسعيد 19

محمد بن عمروالكاتب 83

محمد بن عيسى 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 12 ، 21 ، 30 ، 70 ، 71 ، 78 ، 79 ، 82 ، 84 ، 140 ، 148

محمد عيسى بن عبيد ( اليقطيني ) 4 ، 6 ، 11 ، 31 ، 50 ، 111 ، 122 ، 127 ، 146

محمد بن الفضيل 12 ، 86 ، 135 ، 146

محمد بن الفيض 108

محمد بن القاسم

محمد بن قتيبة 74

محمد بن المساور 125

محمد بن مسلم 14 ، 75 ، 87 ، 132 ، 139 ، 142

محمد بن معقل القرميسيني 144

محمد بن موسى 74

محمد بن يحيى 2 ، 5 ، 6 ، 7 ، 39 ، 40 ، 48 ، 49 ، 54 ، 55 ، 56 ، 57 ، 58 ، 59 ، 63 ، 64 ، 65 ، 68 ، 72 ، 80 ، 85 ، 86 ، 87 ، 108

محمد بن يحيى العطار 93 ، 103 ، 114 ، 115 ، 126

محمد العطار 153 ، 156 ، 157 ، 158 ، 159

مروان 39

معاوية بن ابي سفيان 97

معاوية بن عمار 85

معاوية بن وهب البجلي 124

معلى 108

معلى بن خنيس 35

معلى بن محمد البصري 95

مفضل بن عمر الجعفي 98 ، 118 ، 120 ، 121 ، 125

مقاتل بن سليمان 1

مقداد 97

موسى بن سعدان 25 ، 121

موسى عمر بن يزيد الصقيل 105

موسى بن القاسم ( البجلي ) 99 ، 124

منذر بن محمد بن قابوس 115

منصور 135

منصور بن يونس 27 ، 81 ، 82

منيع بن الحجاج 160

منيع بن الحجاج البصري 108

مهزم 87

ميمون البان 131

نصر بن ابي السري 115

نصر بن الصباح 164

نضر بن سويد 75

نعمان الرازي 3

النهدي = الهيثم بن ابي مسروق 149

وليد بن صبيح 59 ، 152

وهيب بن حفص 64

ص: 156

هارون بن حمزة الغنوي 23

هارون بن خارجة 116

هاني التمار 127

هشام بن الحكم 159

هشام بن سالم 4 ، 48 ، 61 ، 107 ، 133

هيثم بن ابي مسروق النهدي 1

يحيى أخو أديم 152

يحيى بن مالك 19

يحيى بن المثنى العطار 126

يحيى بن يعلى الأسدي 26

يحيى الحلبي 75

يزيد بن اسحاق 23

يزيد بن اسحاق شعر 158

يزيد بن سليط الزيدي 68

يعقوب بن شعيب 76

يعقوب بن يزيد 39 ، 45 ، 48 ، 57 ، 96 ، 104 ، 107 ، 109 ، 128 ، 139 ، 147

يعقوب السراج 5

يونس 159

يونس عبد الرحمن 40 ، 66

يونس بن يعقوب 41 ، 43 ، 77

ص: 157

مصادر تحقيق الكتاب وتخريجاته

1 _ إثبات الهداة للعالم النحرير والمحدث الخبير محمد بن الحسن الحر العالمي المتوفى سنة 1104 ه- - المطبعة العلمية - قم.

2 _ إثبات الوصية للعلامة الجليل والمورخ النسابة الرحالة أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفى سنة 346 ه- مكتبة بصيرتي - قم.

3 _ الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي - مطبعة النعمان النجف الاشرف.

4 _ إحقاق الحق للقاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد سنة 1019 ه- - المطبعة الاسلامية - طهران.

5 _الاختصاص لفخر الشيعة أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه- النجف الاشرف : 1390 ه-.

6 _ الاشارد للشيخ المفيد النجف الاشرف : 1392 ه-

7_ ارشاد القلوب للشيخ أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي موسسة الا علمي - بيروت : 1398 ه-

8 _ اعلام الورى لامين الاسلام ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1390ه- - 1970 م.

9 _ اقبال الاعمال لركن الاسلام رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى سنة 664 ه-.

10_ الامالي للشيخ الجليل الاقدم والمحدث الفقية الاعظم الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 ه- بيروت : 1400 ه-.

11 _ الامالي للعلامة الفقية المتكلم الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان المتوفى سنة 413 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف.

12 _ الامالي لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 ه- وابنه ابو علي - مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1384 ه-.

13 _بحار الانوار لشيخ الاسلام ومحيي مذهب الحق العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى سنة 1111 ه- طهران : الاخوندي

14 _ البرهان للعلامة الثقة الثبت المحدث الخبير والناقد البصير السيد هاشم الحسيني البحراني التوبلي الكتكاني المتوفى سنة 1107 ه- - طهران

15 _ بشارة الاسلام لعمدة العلماء الاعلام وزبدة الفقهاء الفخام العالم الجليل السيد مصطفى ال السيد حيدر الكاظمي المتوفى سنة 1336 ه- النجف الاشرف

16 _ بشارة المصطفى لابي جعفر محمد بن ابي القاسم محمد بن علي الطبري المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1369 ه-.

ص: 158

17_ بصائر الدرجات للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين ابي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) المتوفى سنة 290 ه- - ايران : 1380 ه-.

18 _ تاريخ دمشق للعالم الحافظ ابي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف با بن عساكر المتوفى سنة 573 ه-.

19 _ تاويل الايات للشيخ شرف الدين النجفي - مخطوط.

20 _ التفسير المنسوب إلى الامام الحسن العسكري علیه السلام

21 _ تفسير العياشي للمحدث الجليل ابي النضر محمد بن مسعود عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي - طهران : 1380 ه-.

22 _ التهذيب لشيخ الطايفة الطوسي مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1380 ه-.

23 _ التوحيد للشيخ الصدوق - مطبعة الحيدري - طهران 1387 ه-.

24 _ ثواب الاعمال للشيخ الصدوق - مطبعة الحيدري - طهران 1391 ه-.

25 _ جامع الاخبار المنسوب الي الشيخ الصدوق - قدم له حسن الصطفوي طهران : 1382.

26 _ حلية الاولياء للحافظ ابي نعيم احمد بن عبدالله الاصبهاني المتوفى سنة 420 ه-.

27 _ الخرائج والجرائح للشيخ الاجل قطب الدين ابو الحسن سعيد بن هبة الله الرواندي المتوفى 573 ه-

28 _ الخصال للشيخ الصدوق - المطبعة الحيدري - طهران : 1389 ه-.

29_ دلائل الامامة لابي جعفر محمد بن جريربن رستم الطبري الاملي - المطبعة الحيدرية 1383 ه-

30 _ رجال الطوسي لشيخ الطائفة الطوسي المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1381 ه-

31 _ رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال ) لشيخ الطائفة الطوسي جامعة مشهد - ايران.

32 _ رجال النجاشي للشيخ الجليل ابو العباس احمد بن علي بن احمد بن العباس النجاش المتوفى سنة 450 ه-

33 _ روضة المتقين لعلم الاعلام العلامة المولى محمد تقي المجلسي ( 1003 - 1070 ه- ) المطبعة العلمية - قم.

34 _ الطرائف لرضي الدين السيد ابي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحسبني الحسيني المتوفى سنة 664 ه- - مطبعة الخيام - قم : 1400 ه-.

35 _ علل الشرائع للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - النجف الاشرف : 1385 ه-.

36 _ عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - طهران : 1377 ه-.

37 _ الغيبة للشيخ الاجل ابن ابي زينب محمد بن ابرهيم النعماني - مكتبة الصدوق - طهران.

38 _ الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي - مطبعة النعمان - النجف الاشرف : 1385 ه-.

39 _ فرائد السمطين لشيخ الاسلام المحدث الكبير ابراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني ( 644 - 730 ه- )

ص: 159

40 _ قصص الانبياء للشيخ الاجل قطب الدين ابو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي المتوفى سنة 573 ه- - مخطوط في مكتبتنا.

41 _ الكافي لثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي - مطبعة الحيدري - طهران : 1379 ه-.

42 _ كامل الزيارات لشيخ الطائفة وفقيهها المقدم ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى سنة 367 ه- - المطبعة المرتضوية - النجف الاشرف : 1365 ه-.

43 _ كتاب ابي سعيد العصفري مطبعة الحيدري - طهران : 1371 ه-.

44 _ كتاب سليم بن قيس الكوفي دارالكتب الاسلامية - قم.

45 _ كشف الغمة للعلامةالمحقق ابي الحسن علي بن عيسى ابي الفتح الاربلي المتوفى سنة 693 ه- - المطبعة العلمية - قم : 1381 ه-.

46 _ كفاية الاثر لابي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي - مطبعة الخيام : 1401ه-.

47 _ كمال الدين للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مطبعة الحيدري - طهران : 1390 ه-.

48 _ كنز العمال لعلاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الجونپوري المتوفى سنة 975 ه-.

49 _المحاسن للشيخ الثقة الجليل الاقدم ابي جعفر احمد بن محمد بن خالد البرقي - دار الكتب الاسلامية - طهران : 1370 ه-.

50 _ مختصر بصائر الدرجات للشيخ الجليل الحسن بن سليمان احلي - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1370 ه-.

51 _ مشارق انوار اليقين للحافظ رجب البرسي - دار الاندلس - بيروت

52 _ معاني الاخبار للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مطبعة الحيدري - طهران 1379 ه-.

53 _ مناقب ال ابي طالب لرشيد الدين ابي عبدالله محمد بن علي بن شهراشوب السروي المازندارني المتوفى سنة 588 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1376 ه-.

54 _ مناقب الخوارزمي للحافظ ابي المؤيد الموفق بن احمد بن محمد البكري المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم المتوفى سنة 568 ه- - المطبعة الحيدرية - النجف الاشرف : 1385 ه-.

55 _ من لا يحضره الفقية للشيخ الصدوق ابن بابويه القمي - مكتبة الصدوق - طهران 1392 ه-.

56 _ وسائل الشيعة للمحدث المتبحر الامام المحقق العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104 ه- المطبعة الاسلامية - طهران : 1383 ه-.

ص: 160

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.